وتمضي الأيام، أفراح تنسي أحزانا، وأحزان تنسي أفراحا، كلمات تفتح جروحا، وجروح تضمدها كلمات، حقائق تصبح أكاذيب، وأكاذيب تمسي حقائق، عقول تهيمن، وقلوب تتمرد، ونفوس تبحث عن طريق، السعادة ممكنة، والتعاسة أيضا، وفي الغروب تكتسي الأشياء بلون آخر. لا مجال للاختيار، اختفي الأبيض والأسود، وأصبحنا أمام خليط من الألوان، أحيانا نفكر بالقلب، وأحيانا نحب بالعقل، وأحيانا نعجز عن التفكير، الوجوه قليلة، والأقنعة كثيرة، والخداع وارد، ودقات الطبول لا تتوقف، والفرص المتاحة تتلاشى، الحياة لم تعد نفس الحياة. الأشياء تفقد معناها، وقطار العمر يمضي، وما لم تقرر تخسر، وهل حياتنا إلا قرارات، منها ما هو صحيح، ومنها ما هو خاطيء، وفي الخريف يبدأ الندم، لكن الحزن لا يعيد ماضيا، ولا يرد مفقودا، الكل يتألم ويتعلم، وربما لا يتعلم، والبعض يبكي على اللبن المسكوب. نحتاج وقتا حتى نفهم، وحين نفهم يكون الوقت قد فات، القصة واضحة، خطأ يحارب صوابا، وصواب يتمرد على خطأ، أبواب مفتوحة، وأخرى مغلقة، فرص متاحة، وأخري مستحيلة، ولكل انسان طريقه، لا تنتظر ما لا يأتي، لأنه بالفعل لن يأتي، وهذا هو المكتوب. الأيام تمر، شروق يعقبه غروب، والكل يعيش اللحظة، المتناقضات لا تنتهي، وكلها حكايات، بعضها نتذكره، وبعضها نحاول أن ننساه، وهل حياتنا إلا حكايات؟ لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;