على مدى سنوات طويلة فرضت الحكومات المتعاقبة على منح رجال الأعمال إعفاءات ضريبية، وأراض تكاد تكون مجانية، والطاقة المدعومة، والأولوية فى الحصول على العملة الصعبة وإجراء مصالحات معهم فى حالة التهرب من الضرائب والجمارك، وإسقاط حق الدولة وفى عقابهم مقابل غرامات هزيلة لا تؤثر فى ثرواتهم. وكانت النتيجة أن هؤلاء الأثرياء المدللين استفزوا المواطنين اللاهثين وراء كيلو سكر أو زجاجة زيت بالتباهى غير المقبول بقدرتهم على الإنفاق ببذخ على متعتهم الشخصية وأمورهم الخاصة بأكثر مما فى ألف ليلة وليلة، إلى حد إقامة حفلات زواج أبنائهم فى أوروبا فى أغلى الأماكن واكثرها أبهة، وينفقون فى الليلة الواحد ملايين اليوروهات والدولارات فى تأجير أماكن الاحتفال شديدة الفخامة ومحال الإقامة الناعمة لأكثر من ألف من المعازيم المنقولين فى طائرات خاصة فهل من مراجعة لأوضاعهم واستعادة حق الدولة لديهم. د. عاطف المليجى