أخذنى عنوان رسالة أ.طارق محمد عبدالرازق فى بريد الأهرام تحت عنوان «ثلاثة تكفي» بعيدا إلى منحى آخر يختلف تمام الاختلاف عن مضمون الرسالة وما كانت تهدف إليه، فقد ظننته فى الوهلة الأولى يتعلق بعدد أبناء الأسرة الواحدة من المواليد بناتا كن أو بنين، وليس بعدد الأرغفة للفرد الواحد يوميا، ليكون ثلاثة أرغفة بدلا من خمسة، وبذلك يمكن فتح المجال لقيد المواليد الجدد .. إلخ. وبذكر المواليد فلابد ان يتذكر المرء آخر احصائية أعلنها منذ أيام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وهو يدق ناقوس الخطر، عن تعداد الشعب المصرى وقد بلغ 92 مليون نسمة (آخذ فى الزيادة يوما بعد يوم)، وإذا رجعنا إلى إحصائيات الماضى القريب نجد أن تعداد سكان مصر بالداخل كان عام 1976 36٫626 مليون، ثم ارتفع إلى 59٫313 مليون فى 1996 بزيادة قدرها 22٫687 مليون فى 20 عاما ، وبلغ عام 2016 92 مليونا، بزيادة قدرها 32٫687 مليون فى 20 عاما أيضا، ومما لا شك فيه أن ارتفاع معدل النمو السكانى أخطر التحديات التى تواجه المجتمع فى جميع مجالات الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية... إلخ، خاصة مع سوء التوزيع السكانى فوق مساحة أرض مصر، ومن الجدير بالذكر أن معدل النمو عام 2015 بلغت نسبته 2٫4%، ويعتبر هذا المعدل خمسة أضعاف معدل الدول المتقدمة المشهود لها بالتحضر والتقدم والإنتاجية، وهو أيضا ضعف معدل الدول النامية! ومن الطريف اللافت للنظر والمؤسف فى آن واحد أن متوسط معدل النمو فى القرن الماضى عن الفترة من 1917 1927 كان 1٫09% فقط ! ويتساءل المرء: لماذا اختفت الدعوة وتضاءلت حدة الضرورة، إلى تحديد النسل، والتى كانت مسموعة الصوت فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، فما أحوجنا إليها ونحن فى خضم ما نعانيه وبصفة خاصة الطبقات محدودة الدخل من أزمات اقتصادية وما لحق بالوطن منذ نحو ست سنوات من ويلات ثورة الربيع الهدامة، ولنعلنها ونقولها صراحة خاصة للطبقات محدودة الدخل كثيرة الأبناء «ثلاثة أبناء يكفون أو ثلاث بنات يكفين»، فللضرورة أحكام!! جلال إبراهيم عبدالهادى مصر الجديدة