وصف المستشار عمرو عبدالرازق ، الخبير القانونى والاقتصادي ، مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان ، بانه مشروع قومى لا يقل أهمية عن مشاريع السد العالى وقناة السويس الجديدة. وقال إن هذا المشروع الذى اطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى ، يمثل محاولة جادة لاستعادة الأسس الحقيقية التى قامت عليها حضارة مصر القديمة والحديثة منذ 7 الأف عام عندما كانت الزراعة هى عماد كل الصناعات ، بل كانت المنتجات الزراعية المصرية تتفوق على مثيلاتها على مستوى العالم ، مثل إنتاج الموالح والقطن المصرى الشهير الذى كانت بورصته الرئيسية فى مصر ويتحكم فى أسعاره على مستوى العالم الصانع المصرى. واعتبر عبدالرازق أن شركة « تنمية الريف المصرى الجديد» تدير واحداً من اخطر المشاريع القومية التى تستهدف استعادة قدرة مصر الزراعية، وانشاء مجتمعات عمرانية متكاملة لاستيعاب الزيادات السكانية التى تشهدها مصر. وقال:» يجب أن يمثل هذا المشروع أولوية قصوى لدى جميع أجهزة الدولة لانه المشروع الوحيد الذى يخلق كيانات ومجتمعات عمرانية متكاملة قادة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتمنح الدولة افضلية تنافسية من خلال المشاريع الصناعية والتجارية التى داخل تلك المجتمعات. وأشار إلى أن أحد أهم المميزات التى يحققها مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان هى الاعتماد الأساسي على المخزون الذى تمتلكه مصر من المياه الجوفية فى عمليات رى المحاصيل بما يعنى عدم اهدار المزيد من مياه النيل، بالإضافة إلى التوسع فى استخدام الطاقة البديلة مثل الرياح والشمس فى توليد الكهرباء. موضحا أن مناخ مصر والمناطق التى تم اختيارها لتنفيذ المشروع يصلح لزراعة معظم المحاصيل الأساسية اللازمة لغذاء البشر، كالحبوب والخضراوات والفواكه وخاصة الموالح ، وقال أن تحقيق نهضة زراعية حقيقية فى مصر سيضيف لها قوة استراتيجية ، خاصة اذا تمكنا من تحقيق الأمن الغذائي الذى يضمن استقلالية القرار السياسي. واعرب عبدالرازق، عن أمله أن يكون المشروع نواة لمشاريع زراعية مماثلة يتم تنفيذها من خلال خطة استراتيجية فاعلة باعتبار أن الاهتمام بملف الزراعة هو من صميم الأمن القومى والمصرى