فى اتهام أمريكى مباشر لروسيا بالتلاعب فى الانتخابات الأمريكية، نقلت صحيفة «واشنطن بوست»عن مصادر مسئولة فى المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» تأكيدها أن تقييما سريا كشف عن تدخل روسيا تدخلت فى الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التقارير المخابراتية كشفت عن تورط عناصر مرتبطة بموسكو فى التلاعب فى العملية الانتخابية، من خلال تقديم رسائل إليكترونية تمت قرصنتها من عدة حسابات إلى موقع «ويكيليكس»، منوهة إلى أن أحد هذه الحسابات تابع لجون بوديستا المدير السابق لحملة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، وآخر تابع للحزب الديمقراطي. كما نقلت الصحيفة عن مصدر مسئول اطلع على تقرير قدمته المخابرات لأعضاء فى مجلس الشيوخ إشارته إلى أن «أجهزة المخابرات ترى أن هدف روسيا كان ترجيح كفة مرشح على آخر ومساعدة ترامب على الفوز». والطريف أن «واشنطن بوست» أكدت أنه ما زالت هناك تساؤلات، فالمخابرات الأمريكية لا تمتلك أى أدلة تثبت أن الكرملين «أمر» بتسليم الرسائل الإليكترونية إلى ويكيليكس. ويفيد تقييم ال«سى آى إيه» بأن موسكو لجأت إلى «وسطاء» لتجنب تورطها بشكل مباشر فى هذه الممارسات. ورفض فريق الرئيس المنتخب على الفور نتائج تحقيق «سى آى إيه»، مؤكدا أن المحللين الذين توصلوا إلى هذه النتائج «هم أنفسهم الذين اتهموا الرئيس العراقى الراحل صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل». ومن ناحيته، طالب الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بإجراء «دراسة كاملة حول ما جرى خلال العملية الانتخابية فى 2016»، وذلك وفقا لتأكيدات ليزا موناكو مستشارة الرئيس للأمن الداخلي. وقالت سوزان هينيسى المحامية السابقة فى وكالة الأمن القومى والخبيرة فى الأمن المعلوماتى فى مركز معهد بروكينجز، أن مشكلة تدخل موسكو حقيقية والملف لا يمكن أن يختصر بمجرد مناورات سياسية يقوم بها خاسرون يشعرون بالمرارة. وأضافت أن «المنافسة كانت حادة جدا فى الانتخابات فعلا، وهذا حدث مهم فعلا .. لذلك من الضرورى الحصول على كل التوضيحات». وأشار تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن اللجنة العامة للحزب الجمهورى تعرضت هى الأخرى للقرصنة، إلا أن ويكيليكس لم تنشر أى وثائق تتعلق بالجانب الجمهوري، فى حين تدفقت الوثائق الديمقراطية المسربة فى كل مكان. وعلى صعيد حالة الترقب للتشكيل النهائى لإدارة ترامب المرتقبة، كشف مصدر مسئول فى الفريق الانتقالى للرئيس المنتخب أن ريكس تيليرسون، الرئيس التنفيذى لإحدى شركات البترول الأمريكية الكبري، برز بوصفه المرشح الأبرز لشغل منصب وزير الخارجية فى إدارة ترامب. وأشار المصدر نفسه إلى أن ترامب التقى بتيليرسون 64 عاما الأسبوع الماضي، ومن المنتظر أن يلتقى معه مجددا خلال الساعات المقبلة، ويبدو أن ترامب فى الأيام الأخيرة كثف من مشاوراته بشأن منصب وزير الخارجية ومن المتوقع أن يعلن اختياره الأسبوع الحالي. ويأتى ظهور اسم تيليرسون بعد استبعاد رودى جوليانى رئيس بلدية نيويورك السابق من قائمة المرشحين للمنصب. لكن يبدو أن احتمال ترشيح ميت رومنى المرشح الأسبق للرئاسة فى 2012 ما زال محل بحث.
