أخيراً يعود الأديب الراحل نجيب محفوظ لحى الجمالية العريق الذى نشأ فيه، والذى قال عنه: إنك تخرج منه لترجع إليه، كأن هناك خيوطا غير مرئيّة تشدك إليه، وحين تعود إليه تنسى نفسك فيه، فهذا الحى هو مصر، تفوح منه رائحة التاريخ لتملأ أنفك، وتظل تستنشقها من دون ملل. بدأ صندوق التنمية الثقافية برئاسة د. نيفين الكيلانى، فى تجهيز تكية أبو الدهب لتكون متحفا ومركزا للإبداع يحمل اسم الكاتب الكبير. وذلك بعد اتفاق بين وزارتى الثقافة و الآثار . وتم اختيار التكية الواقعة بمنطقة الأزهر لقربها من محل ميلاد أديب نوبل والتى يفوح عبقها فى الكثير من رواياته، واستلهم منها معظم شخصياته الأدبية «الدراويش ومجاذيب الحسين والفتوات والسيدات بالملاية اللف...» كانت أسرة محفوظ قد سلمت كل مقتنيات وأوسمة وجوائز نجيب محفوظ إلى صندوق التنمية الثقافية فور إعلان وزارة الثقافة إقامة المتحف منذ عدة سنوات، وتضم المقتنيات «مكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب والتراجم ، وبعضا من مقتنياته الشخصية منها ملابسه الشخصية – الشهادات والجوائز – القلادات – الإهداءات – قلادة النيل – جائزة نوبل – ميداليات ونياشين – صور تذكارية للأديب الراحل مع الزعماء والشخصيات العامة و هدايا تذكارية مختلفة من شخصيات عامة..». وفى انفراد لها، حصلت «الأهرام» على «ماكيت» المتحف والمخطط الخاص بسيناريو العرض. يوضح أن العرض سوف يقسم بين الدور الأرضى المخصص لمتحف الأديب نجيب محفوظ ويضم عدة قاعات توضع بها المتعلقات الشخصية، مكتبة لمؤلفات نجيب محفوظ بالعربية، مكتبة لمؤلفاته بالأجنبية، مكتبة اطلاع لمؤلفاته.. ثم يضم الدور الأول قاعة متعددة الأغراض ( ندوات وعروضا)، فصلا لدراسة السيناريو، فصلا لدراسة الكتابة الإبداعية، مكتبة لكل ما كتب عن نجيب محفوظ بالأجنبية، مكتبة لكل ما كتب عنه بالعربية، مجلة المركز، الصفحة الإلكترونية، صالونه ومكتبته الشخصية. ومن المعروف أن التكية أنشأها فى نهايات القرن الثامن عشر الميلادى، الأمير محمد بك أبو الدهب الذى عرف بكثرة توزيعه الذهب على الفقراء وهى تضم الجامع والسبيل والكتاب.