رغم أن الجميع يعرف الفرعون الذهبى توت عنخ آمون والذي يأتى السياح من جميع أنحاء المعمورة لمشاهدة مقتنياته إلا أنه حتى هذه اللحظة ومنذ اكتشاف مقبرته في عام 1922، ما زال يحتفظ بالعديد من الأسرار التى لم يبح بها قط. فبعد كل هذه السنوات ما زال يحمل الكثير من الغموض الذي سوف تحل ألغازه قريبا في المتحف الكبير المطل على أهرامات الجيزة فى مشهد مهيب على مساحة حوالى سبعة آلاف متر مربع. من المتوقع أن يضم المتحف أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية بطلها الأول هو الملك توت والذي سوف تعرض مقتنياته ضمن سيناريو عرض يحمل عنوانا رئيسيا هو «قصة الملكية في مصر القديمة». التصميم غير التقليدى للمتحف من الخارج والداخل وكذلك طريقة العرض المبتكرة سوف يمثلون رحلة عبر الزمن يتجول فيها الزائرعبر آلاف السنين في ضيافة الأجداد ليتعرف على أدق تفاصيل الحياة اليومية لملوك مصر القديمة. العالم كله في ترقب لهذا الصرح العملاق الذي من المقرر افتتاحه مع بدايات عام 2018. وحتى هذا التاريخ يشبه المتحف حاليا خلية النحل التي يعمل بها جيش من العمال والمتخصصين لينجزوا العمل في الوقت المحدد وعلى أكمل وجه. الجميع متحمس ومخلص ومؤمن بأهمية هذا الكيان ليس فقط لما سوف يعرضه من قطع أثرية ولكن لنجاحهم لأول مرة في تأسيس مدرسة مصرية للترميم هدفها الأول هو الحفاظ على عمر القطع بحالة سليمة مع استخدام أقل ما يمكن من المواد الكيماوية لترك الفرصة للأجيال القادمة لتضيف لهذه القطع ما سوف يجود به العلم بعد سنوات. نقل وتصوير وتسجيل بيانات كل قطعة مع معاملتها كأنها الأهم، في جو مهيأ على أعلى مستوى من التكنولوجيا وعلى يد فريق يبدو أعضاؤه كالمريدين الذين يطوفون في محراب تعبدهم لاتمام هذه «المعجزة» التى تولد على يد أحفاد الفراعنة والتي ينتظر العالم كله ولادتها.