لم تعد عملية قتالية ثأرية تقوم بها القوات المسلحة المصرية فى سيناء للثأر لجنودنا وأبطالنا المقاتلين فى سيناء، ولم تعد عملية غاضبة للانتقام ممن أهدروا الدماء الغالية متشحين بأثواب اسلامية زائفة والإسلام منها برىء ، ولكنها أصبحت عملية لابد أن يحمل لواءها كل مصرى وطنى ومسلم غيور على أرضه وعرضه، ولابد من أن يحمل أمانتها كل فرد فى الشعب والذى يشهد يوميا المزيد من الغدر وسفك الدماء الغالية لجنودنا الذين يتصدون لحمايتنا ليلا نهارا حفاظا على مصر وذودا عن أهلها الذين يبيتون فى أمان بفضل الله وتضحيات هؤلاء الأبطال الذين آمنوا ايمانا صادقا بالله وبالوطن وكانت تضحياتهم تصديقا لذلك الايمان وطريقا لهم إلى جنة الرضوان, ولقد شاهدت وشاهد معى كل مصرى يوميا بعضا منهم على شاشات التلفزيون المصرى ، وشاهد معى كل مصرى أيضا أمهاتهم وآباءهم وهم يتحدثون عنهم بدموع القلب وبسنوات العمر التى قطعوها فى تربيتهم وبآمال المستقبل التى زرعوها مع عمرهم والتى تحمل أحلاما طيبة لغد أفضل يسعدون فيه بأبنائهم وأحفاد مصر الغالية ، وقد أحزننى أكثر بكثير ما يردده بعض الشباب المصرى من أن ما يحدث من بطولات وتضحيات فى سيناء إنما هىمشاهد تمثيلية لا صحة لها من الواقع، وذلك بالطبع نتيجة الأفكار المدسوسة على صفحات «الفيسبوك»، وفى الوقت ذاته تطالعنا الفضائيات المغرضة بحديث يهاجم التجنيد الاجبارى فى مصر، كأن مصر تنفرد بهذا النظام دون بلاد العالم الأخرى ، وكأن مصر اخترعت هذا الاختراع العجيب لتعذب أبناءها وليس بهدف بناء جيش وطنى قوى يهابه الجميع ويبنى رجالا جسورين مؤمنين بالله وبالوطن, وتستمر الهجمات الشرسة على شبابنا ومعتقداتهم والتى تستهدف ضرب الوطنية المصرية القوية فى النفوس التى طالما تصدت لموجات الغدر وتستمر محاولات كسر معنويات الشعب، وهى المحاولات التى فشلت على مدى عهود طويلة، ومن هنا فان عملية «حق الشهيد» لم تعد عملية قتالية ثأرية فقط تجرى على أرض سيناء الغالية ولكنها أصبحت عملية حمائية للشعب المصرى يتصدى فيها الجميع لحماية الشباب من موجات الهجوم على معتقداته وقيمه ، لأنه هو المستقبل لهذه الأمة العظيمة ولابد من قيام الآباء والأمهات الى جانب كل الأجهزة الشبابية وغيرها بدورهم فى هذه الحرب الضروس التى تستهدف الوطن كله فى أعز ما يملكه وأعز ما يتطلع اليه وهو المستقبل . لمزيد من مقالات نهال شكرى