فى رسالة طويلة تسألنى..هل الذكرى خيانة..ماذا أفعل مع قصة حب كانت الأولى فى حياتى وانتهت بفراق حزين..تزوجت انا وعشت حياتى..وهاجر حبيبى الذى رفضته أسرتى لفقره الشديد وترك لنا الوطن ولم أعد أعرف عن أخباره شيئا..ورغم اننى اشعر بالسعادة مع زوجى ولدينا الآن أبناء كبار وزوجى رجل فاضل احتوانى بحبه وحنانه سنوات طويلة..ولكن الشىء الغريب أن صورة هذا الحبيب المهاجر مازالت حتى الآن تطاردنى فى كل شىء..اذا سمعت أغنية كان يدندن بها معى تحركت مشاعرى كأننى أراه وإذا شاهدت فيلما عاطفيا اجتاحنى حزن شديد حاولت كثيراً ان أتتبع أخباره وقد لجأت إلى طريقة غريبة وبدأت أبحث عنه على الفيس بوك ولم أعثر على شئ..اننى سعيدة فى حياتى مع زوجى وقد عبرت بنا سنوات العمر وكبر زوجى وأنا أيضا كبرت ولكن هذا الطيف الغريب القريب مازال يحيرنى فهل يمكن ان يعيش الحب كل هذا العمر وان تبقى المشاعر كل هذه السنين..أحيانا كلما عبر على خيالى ألوم نفسى فقد فات أوان كل شىء ولم يعد أمامنا غير ان نعيش حياتنا ونرضى بما قسمته الأقدار لنا..ان أسوأ إحساس يراودني أننى أسأل نفسي أحيانا هل استرجاع الذكريات خيانة وما هو السر فى رجوعنا إلى الماضى.. هل لأنه الأجمل والأنقى أم لأن الإنسان لا يحب الخسارة ورحيل حبيب يبدو أحيانا خسارة كبرى أم انه الحب الأول هذه الأسطورة القديمة. اقول..كلما أطلت علينا أيام الخريف يشدنا الحنين إلى ربيع مضى وكلما عبثت بنا الأيام وألقت بنا فى متاهات الإحباط واليأس هناك أشياء تشدنا إلى زمن من البراءة عشناه وما بين واقع شديد القسوة وأحلام كانت يوما بيتا جميلا نصنعه فى الخيال يحتار الإنسان بين واقع مر وذكريات بريئة..والحنين إلى عمر مضى ليس خيانة لأننا لا نملك استرجاع الأيام ولكننا لا نستطيع أبدا ان نحرم أنفسنا من أطيافها..ان هذا الرجل الذى أصبح ذكرى ليس أكثر من طيف جميل يزورك أحيانا فى الخيال ولا اعتقد ان فى الذكرى خيانة ولكن البحث عنه ومحاولة التواصل معه يمكن ان يفتح أبوابا للخيانة [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;