أكد الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى أن التحديات المائية بدول حوض النيل الحالية والمستقبلية واحدة وتستلزم الشراكة والتعاون الكاملين بين جميع دول الحوض بلا استثناء لمواجهة آثار التغيرات المناخية ونقص الموارد المائية المحتمل لافتا إلى ان تطوير العلاقات الثنائية والاقليمية فى المجال المائى خاصة «ضروة حتمية» ويجب ان تمتد إلى كل المجالات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية بما يعزز الجهود المشتركة لافريقيا والاقليم للاسهام في الارتقاء بالمستويات التنموية ورفع مستوى المعيشة بين مواطنى دول المنطقة. جاء ذلك خلال حفل تكريم 5 وزراء للمياه بدول حوض النيل والخبراء الوطنيين والمؤسسات الدولية المانحة تقديرا لجهدهم لدعم التعاون الاقليمى قى مجالات المياه والطاقة على هامش المباحثات التى أعقبت المؤتمر الدولى لتطوير البحوث والتكنولوجيا لادارة الموارد المائية المستدامة الذى نظمه المركز القومى لبحوث المياه. ومن جانب آخر قام وزراء مياه دول حوض النيل امس بجولة بمحافظة الشرقية للاطلاع على عدد من التجارب المصرية لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى لسد الفجوة بين الطلب والموارد المتاحة فضلا عن التعرف على جهود مصر نحو ترشيد استهلاك مياه الرى والتى تمت بالتعاون بين وزارتى الزراعة والرى من خلال تقنية جديدة للمعاهد البحثية المائية تزيد من إنتاجية بعض المحاصيل بنسبة من 30 % الى 50 % وتوفر 20% من استهلاك مياه الري. واعرب وزراء مياه جنوب السوادن وتنزانيا وأوغندا وبوروندى عن امتنانهم لما تقوم به مصر من دعم فنى وتدريبى ولوجيستى ومشروعات مائية ببلادهم وتطلعهم الى مزيد من التنسيق والتعاون لنقل الخبرات المصرية فى جميع المجالات المائية . كما قام الوزراء بزيارة ميدانية للمعاهد بالمركز القومى لبحوث المياه التابع لوزارة الري، وذلك للتعرف على انشطة هذه المعاهد المائية المتخصصة وسبل الاستفادة من خبراتها التطبيقية والعلمية لمواجهة المشكلات المائية التى تواجه بلادهم ومنها التخلص الآمن من الحشائش المائية «ورد النيل» بعدما نجح معهد صيانة الموارد المائية فى تحويلها لوقود حيوى صديق للبيئة «بيوجاز» وذلك بهدف تنفيذ مشروعات للاستفادة من نبات ورد النيل الموجود بالمجارى المائية ، وتحويلها إلى طاقة حيوية وكهرباء. وأوضح الدكتور محمد عبد المطلب رئيس المركز القومى لبحوث المياه ورئيس المؤتمر الدولى للمياه ان المركز فى اطار العلاقات القوية مع دول حوض النيل يقوم بعقد العديد من الدورات التدريبية ويقدم المنح الدراسية بالتعاون مع الجامعات الدولية وصندوق الشراكة مع إفريقيا التابع للخارجية المصرية، وذلك لتأهيل الكوادر البشرية بها، فى اطار التعاون الثنائى لافتا الى ان امكانات العلمية للمعاهد البحثية المصرية يمكن لها ان تسهم بدور كبير فى نقل الخبرات الفنية لمواجهة المشاكل المائية بدول الحوض مشيرا الى ان المركز أسهم فى انشاء اول معمل لقياس نوعية المياه بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان علاوة على إعداد دراسة انشاء سد واو متعدد اغراض بما يخدم ابناء الجنوب مؤكدا أن المعاهد المائية المصرية قادرة على تقديم خبراتها العلمية والتطبيقية التى يحتاج إليها اشقاؤنا بحوض النيل.