جمع أعواد الحطب، رصها بعناية فائقة لتصنع شكلا هندسيا يشبه موقد الغاز، أشعل عود الثقاب، قربه لقطعة الكرتون المندسة تحت الحطب، اشتعل وتصاعد منه دخان كثيف أدمع عينيه، أمسك بقطعة كارتون كبيرة الحجم على هيئة مروحة، يحركها ذات اليمين وذات الشمال كصوفى هائم فى ذكره، يريح يديه للحظة، يسرع الحركة كلما أحس خبو النار . نار الحطب صفت، وأصبحت جمرة موقدة شديدة الاحمرار، وبعد أن وضع الماء بالبراد الزنك، والذى عيره بعينه التى لا تخطىء أبدا المقدار سنتيمترا واحدا، أخرج من مخلته برطمان الشاى، فرد كفه اليسرى، أمسك البرطمان بالكف الأخرى، أماله ببطء لأسفل لتستقر بعض حبيبات الشاى على كفه. على صوت طقطقات الحطب، يغنى موالا حزينا يحفظه عن ظهر قلب، يغلى الشاى فى البراد كالمرجل، يتعالى صوته بالغناء، يشتد غليان الشاى يفور ويفور.. يسقط فتخمد النار.