فروق أسعار الوقود والدولار وراء ارتفاع تكلفة الطيران الداخلى تحملنا خسائر بعض الخطوط بعد انسحاب شركات السياحة إعفاء شركات الشارتر والمنتظم من 4500 دولار فى الرحلة
أسعار تذاكر الطيران الداخلى كانت وما زالت عقبة أمام رب الأسرة الذى يريد ان يصطحب اولاده فى رحلة لزيارة معالم مصر الجميلة للاستمتاع بشواطئها وهوائها النقى فى شرم الشيخ او الغردقة او مرسى علم أو لزيارة معالم حضاراتها القديمة بين احضان معابد الكرنك وابو سمبل فى الأقصر واسوان..هذا الحلم ما يلبث ان يتحول الى كابوس مزعج بمجرد معرفته بأسعار السفر بالطائرة، فقد اصبحت اسعار التذاكر تمثل عائقا كبيرا امام حركة السياحة الداخلية، الأمر الذى سيؤثر حتما على نسب الإشغال خاصة ان السائح المصرى كان ومازال السند الحقيقى والداعم الرئيسى لاستمرار الفنادق فى فتح ابوابها. وأكد شريف فتحى وزير الطيران المدنى أن أسعار التذاكر شهدت بالفعل زيادة نسبية عقب قرار تعويم الجنيه المصرى وارتفاع سعر الدولار أسوة بما تم فى كثير من السلع والمنتجات التى ترتبط بسعر الدولار، حيث يتم شراء الوقود وتكاليف الصيانة والتشغيل ودفع رسوم الإقلاع والهبوط وغيرها بالدولار وبالرغم من ذلك تم تحرير سعر تذاكر السفر وفقا لسياسة العرض والطلب، ورحب فتحى بدخول أى شركة طيران للعمل فى سوق النقل الداخلى فى مصر، على أن تتحمل أعباء التشغيل الداخلى والذى تتحمله الشركة الوطنية ويتسبب لها فى خسائر كبيره، مشيرا الى قيام الشركة بتحمل هذه الخسائر لتأكيد دورها القومى فى تنشيط حركة السياحة الداخلية. وقال فتحى إنه يتفهم ملاحظات المواطنين على تذاكر الطيران وانه يقدر تخوفاتهم ورغبتهم فى السفر لمختلف المقاصد المصرية، مؤكدا ان مصر للطيران لم تقم بزيادة اسعارها وفقا لمراحل تطور سعر الدولار، ولكن هناك حقائق يجب ان نوضحها وهى ان 85% من تكلفة الرحلة مبنية على سعر الدولار و معامل فرق سعر الوقود الذى نشتريه من شركات البترول بالأسعار المعلنة ووفقا لأسعار الدولار. وقال: ما لا يعلمه البعض أن الطيران الداخلى يحقق خسائر كبيرة لعدم انتظام حركة الركاب وهذا السبب تحديدا ما يدفع شركة الطيران الداخلى «اكسبريس» لتنظيم رحلات الى بعض دول اوروبا لتعويض جزء من خسائرها،مشيرا الى ان سعر التذكرة بالجنيه يعادل ما يقرب من 100 دولار أمريكى وهو سعر عادل وفقا للأسعار العالمية.مؤكدا انه لا يستطيع ان يتدخل فى تخفيض الأسعار بدون مساهمات خارجية لأن شركة مصر للطيران لن تستطيع تحمل هذه الخسائر خاصة وانها لا تحصل على دعم من الدولة. واضاف فتحى ان الفترة الماضية شهدت تعاونا كبيرا مع السياحة حيث اطلقنا رحلات لتنقل سائحين من انجلترا ومدريد الى الأقصر وكذلك من اليابان على الرغم من عدم سداد شركة السياحة لكامل مستحقات مصر للطيران والتى تزيد على 500 الف دولار، لافتا الى ان شركات الطيران الوطنية المملوكة للدولة بادرت من منطلق حرصها على زيادة الحركة السياحية بفتح خطوط جديدة فى العديد من دول العالم بعد انسحاب شركات الطيران الأجنبية. مشيرا الى قيام شركة اير كايرو بنقل السائحين الألمان الى شرم الشيخ عقب انسحاب شركة الطيران الألمانية فجأة بسبب بعض الأمور الفنية وهو الأمر الذى أدى الى عودة هذه السوق المهمة الى مدينة السلام. وأكد الوزير انه أصدر قرارا امس بإعفاء شركات الطيران الأجنبية من رسوم «الجعل» وهى الرسوم التى تفرض على شركات الطيران التى تأتى الى مصر من دول لا تحمل جنسيتها الاصلية وتقدر هذه الرسوم بحوالى 4500 دولار، مشيرا الى ان الهدف من وراء هذا القرار هو تشجيع شركات الطيران بمختلف انواعها وجنسياتها على نقل سائحين من اى بلد فى العالم الى كافة المقاصد المصرية وإعفائها من هذه الرسوم وتشجيعها ايضا على نقل افواج من الاسواق التى لا توجد بها خطوط طيران. وقال شريف فتحى إن شركات الطيران الوطنية تشترى ايضا جميع قطع الغيار بالدولار الذى نشتريه وفقا لأسعار السوق الحالية ومع ذلك نسعى للتأقلم مع توجهات الدولة التى تسعى للنهوض بآليات الاقتصاد لتحقيق مستقبل افضل. واكد فتحى انه فى وقت سابق اطلقنا 3 رحلات الى الهند وكانت نسبة الاشغال ضعيفة وتحملنا الخسائر بعد انسحاب شركات السياحة التى تعهدت بتسويق مقاعد الرحلة، مشيرا الى انه على استعداد لتوفير جميع الطائرات اللازمة لنقل السائحين من اى مكان فى العالم ولكن يجب ان يتم ذلك فى إطار مهنى ومدروس وبما يحقق مصالح جميع الأطراف وألا تخرج الشركة الوطنية للطيران خاسرة، فيجب ان تكون هناك دراسات جدوى تضع ايدينا على الأسواق الواعدة. ووجه فتحى الدعوة الى منظمى الرحلات العاملين بالسوق الهندية لعقد اجتماع لبحث آلية التعاون والبدء فى تنظيم برامج سياحية الى مصر.