لا يستطيع أحد أن ينكر تاريخ وعطاء محمد أبوتريكة مع النادى الأهلى ومنتخب مصر، كذلك لا يختلف أحد على أخلاقه الطيبة التى عرفناه بها خلال مشواره مع كرة القدم، مهذبا فى حديثه.. قليل الكلام.. مهتما بمن حوله.. حريصا على عدم الخروج عن النص، وهذا كان سر حب الناس له، فكان «القديس» أحيانا، و«صانع السعادة» فى أحيان أخري.. فهذا هو أبوتريكة الذى عرفناه فى الملاعب.. وتعايشنا معه فى المعسكرات. ولكن منذ فترة ليست بالقليلة.. تلاحظ أن أبوتريكة يُقدم على بعض التصرفات التى تحزن البعض منه، ولن نختلف سواء كان هذا البعض قليلا أو كثيرا، فهناك جزء من المصريين يحزن مما يفعله أبوتريكة، لاسيما تلك الأشياء التى تحمل فى مضمونها حالة سياسية، وفى الوقت نفسه لا تكون هناك أى ردة فعل توضيحية من جانبه، ولو فى إطار الحرص على مشاعر جزء ممن أحبوه (وما زالوا)، وينتظرون منه فى كل مرة تعليقا - ولو بكلمة - تمنحهم سندا لرفض أو التصدى لمن ينتقدون مواقفه، لكنه (فى الحقيقة) لا يهتم!! وأخيرا.. جاءت زيارته إلى معرض للكتاب فى قطر، لتلهب نيران النقد حوله من جديد، لاسيما أنه تم تفسير مضمونها (الخبيث) بأنها رسالة ممن أساءوا لمصر بفيلم عن جيشها، عن طريق أحد أبنائها البارزين، وقد يكون ذلك التفسير منطقيا وفقا لتوقيت ما قام به أبوتريكة، فليس معقولا أنه لا يدرك ما يدور من حوله!! لقد حاولت كثيرا أن أفسر أو أجد سببا مقنعا لما يُقدم عليه أبوتريكة كل فترة، فلم أصل إلى نتيجة قد تسهم فى إلتماس العذر له، نظرا لأنه هو من يفعل ذلك برغبته، ورغم إحترامى لوجهة نظره، فإننى أحزن على خسارته لجزء من المصريين يوما بعد يوم، فى الوقت الذى كان يتفق الجميع على حبه، ولهذا أتمنى أن يدرك أبوتريكة أن ما يفقده قد لا يعوض ثانية، ويكون محتوى تلك الكلمات له تأثير إيجابى لديه، فهى ليست بهدف النقد بقدر ما تحمل من ود، وليست عتابا بقدر ما تحمل من صدق، لعلها تصله بهدفها الإنسانى الذى كتبتها من أجله، لصديق مازلت أعتز به.. وهذه هى حال كثيرين مازالوا يأملون أن يبتعد أبوتريكة عن التوغل أكثر من ذلك فى الأشياء السياسية.. ويظل أبوتريكة كرة القدم.. الذى كان يناديه المعلقون: يا أبوتريكة.. يا أبو...!! لمزيد من مقالات حسن خلف الله;