فى بلادنا العربية يجب أن نتزوج جميعا، لماذا؟ لأن كل من هم فى أعمارنا قد تزوجوا، وليس لأننا قد وجدنا شريك الحياة الذى إرتاحت له الروح، وسكنت له النفس، رغم أن السبب الأخير هو الأقوى، وهو أصل الهدف من الزواج. فالآية الكريمة تقول : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون" ورغم أن المجتمعات العربية قد تغيرت الأن تماما عن العقود الماضية، وأصبح بإمكان الرجل والمرأة اللقاء خارج إطار الأسرتين، للتعارف الجيد قبل الزواج، إلا أن هذا لم يحدث، وزادت نسبة الطلاق بين الأزواج، لماذا؟! لأن الأختلاط بين الرجل والمرأة لم يستثمر بينهما لفهم كل منهما شخصية الآخر، بل تم إستخدامه فى الخديعة، والكذب وتزييف الحقائق بغرض الظهور بشكل أجمل وأفضل، وكأن كل واحد منهما يريد أن يقول للأخر: لقد عثرت بالفعل على الشخص المثالى، فلا تفرط فيه بسهولة!! لكن قديما كانت الزيجات ناجحة ومعمرة، وتثمر عن أبناء أسوياء، لأنها كانت خالية من الكذب، وكان كل طرف فيها مسئولا عن أعمال محددة يقوم بها تلقائيا دون أن يمن بها على الأخر، أو ينتظر أن تطلب منه، فيقدمها على مضض. عموما إذا بدأت فى التفكير بالزواج فليس هناك سوى طريقين، أولهما إذا كان هذا الزواج نتيجة حب ناضج بالقلب والعقل معا، أو إذا كان زواج تقليدى عن طريق البحث عن شريك مناسب، يقبله العقل فقط وقد يرتاح له القلب فيما بعد بالعشرة كما يقولون، وإن كانت هذه المقولة لا تنجح دائما.. الزواج عن طريق الحب لا يحتاج لتحذيرات، لأن من يحب يقبل بأى عيوب، بل ويراها أحيانا مميزات، فهنيئا له بسوء الفهم السعيد هذا. أما الزواج التقليدى عن طريق التعارف من خلال الأهل أو المعارف، فيحتاج لإضاءة بعض النقاط، أهمها : عدم تقييم شريك الحياة من خلال شكله أو مستواه المادى، بل يجب أن نتحدث مع الشخص ونتعامل معه لنعرفه جيدا، فنحن نحب الناس لأفعالهم الطيبة، ورعايتهم لنا، أما الإهمال والقسوة فتنفرنا منهم. ملاحظة الشخص حال خلافه معنا، وليس حال إتفاقه، فالخلاف هو الذى يظهر الأخلاق الحقيقية للشخص، إن كان سيبدو مهذبا، أم أن خلافه معنا سيحيله إلى إنسان همجى، لا يعى ماذا يفعل أو يقول. لا يجب أن تقل فترة الخطبة بأى حال عن سنة أو ستة أشهر تتزاور فيها الأسرتان ويتعاملا معا. وللحديث بقية .. [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل ;