فى تحرك يكشف عن تصاعد القلق الأمريكى من النفوذ الروسى فى العالم، صادق مجلس النواب الأمريكى على مشروع قانون تمويل أنشطة المخابرات لعام 2017، والذى يقضى بتشكيل لجنة رفيعة المستوى مهمتها التصدى للنفوذ السياسى الروسى حول العالم، وهو القانون الذى قد يتعارض مع تعهد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بتحسين العلاقات الأمريكية - الروسية. ويشمل القانون الجديد، الذى تم إقراره بأغلبية 390 صوتا مقابل رفض 30 صوتا، مواجهة كل ما يتعلق بالتهديدات للأمن القومي، وتمويل أنشطة المخابرات الأمريكية وقضايا الرقابة فى الكونجرس. ويقضى مشروع القانون بتشكيل لجنة مخابراتية مهمتها القضاء على ما وصفته بالمساعى الروسية لفرض نفوذها وسيطرتها على شعوب وحكومات العالم. وستكون مهمتها اتخاذ إجراءات مضادة للتحركات الروسية لبسط النفوذ والسيطرة، وكشف الأكاذيب والعملاء الروس، إلى جانب الكشف عن الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب والاغتيالات التى تنفذها الهيئات والأجهزة الأمنية والمخابراتية الروسية أو أى من حلفائها. كما يتضمن مشروع القانون تمويل الجهود المبذولة للتصدى لما وصفته ب»الهجمات الإرهابية»، وتحول العراق وسوريا وشمال أفريقيا وغيرها من المناطق فى العالم إلى ملاذات آمنة للإرهابيين. وشمل مشروع القانون التصدى للتهديدات التى تواجهها أمريكا فى البحر والفضاء والفضاء الإليكتروني. كما يقضى بتطوير إجراءات العمل داخل الأوساط المخابراتية، والذى يتطلب رفع السرية عن تقارير مخابراتية حول المعتقلين الذين تم نقلهم خارج مركز الاحتجاز فى جوانتانامو، فى عهدى الرئيس المنهية ولايته باراك أوباما والرئيس الأسبق جورج بوش. ومن المنتظر أن يتم عرض مشروع القانون على مجلس الشيوخ لإقراره قبل نهاية العام الحالي. وعلى صعيد متصل، وجه عدد من الأعضاء الديمقراطيين بلجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ رسالة إلى أوباما، يطالبوه فيها برفع السرية عن المعلومات الخاصة بتورط روسيا فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وأعربوا فى الخطاب عن اعتقادهم بأن هناك معلومات إضافية تتعلق بالحكومة الروسية والانتخابات الأمريكية لابد من الكشف عنها وإعلانها. وفى أول رد فعل روسى على الجزء الخاص بها فى قانون المخابرات الأمريكي، حذرت وزارة الخارجية الروسية واشنطن من تأجيج «الهيستيريا» المعادية لموسكو داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، مؤكدة أن ذلك لا يصب فى صالح الحوار بين البلدين، كما وصفت الاتهامات الموجهة إليها بأنها «هراء». وفى خطابه السنوى إلى الأمة، أشاد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعمل المؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن والمخابرات فى مجال مواجهة مؤامرات الخارج وضغوطه، معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع الولاياتالمتحدة لحل المشاكل الإقليمية والدولية ومواجهة الإرهاب.