غدا تهل الذكري ال 153 لميلاد قاسم أمين ،الذي يعتبره كثيرون رائد حركة تحرير المرأة المصرية، و صاحب الفضل فيما وصلت اليه اليوم لتصبح وزيرة وقاضية وعضو مجلس نواب وضابطة وغيرها، لكنهم يظنون أنه استقي أفكاره أثناء دراسته للقانون في باريس، أو من خلال علاقته بالشيخ «جمال الدين الأفغاني» والشيخ «محمد عبده» اللذين عرفهما خلال وجوده هناك. لكن المفاجأة التي ربما لا يعرفها كثيرون أن قاسم أمين قرأ كتابا نشره الدوق الفرنسي «داراكور» عام 1893 بعنوان «مصر والمصريون» انتقد فيه الإسلام وسلوكيات المصريين، فقام مباشرة بإصدار كتابه «المصريون» بالفرنسية، وفيه دافع عن حرية تعدد الزوجات، وهاجم تحرر المرأة الأوروبية والاختلاط بين الجنسين في الدراسة وأماكن العمل. وظل يكتب لمدة 3 سنوات مقالات في جريدة «المؤيد» طالب فيها بالتزام المرأة ببيتها وعدم الخوض في الحياة العامةٍ. فكيف إذن حدث الانقلاب الفكري لدي محرر المرأة؟ يكشف لنا ابراهيم عناني -عضو اتحاد المؤرخين العرب- أن مقالات قاسم أمين أثارت حفيظة الأميرة نازلي فاضل التي كانت تقيم صالونا ثقافيا باسمها، فطلبت من الشيخ محمد عبده أن يبلغه استياءها،وضرورة تصحيح أفكاره الجامدة، ومن خلال هذا الصالون بدأت أفكار قاسم أمين تتغير، وبدأ يعيد النظر في مواقفه السابقة وفي التقاليد السائدة في شأن حجب المرأة وعزلها عن الشأن العام، وفي 1899 بدأ يكتب أفكاره الجديدة في صحيفة المؤيد والتي أصدرها في كتابه الأشهر «تحرير المرأة».وهكذا كانت امرأة هي السبب في تغيير الشخصية المتزمتة إلي داعية إلي تحرير المرأة!