أسعار اللحوم والدواجن اليوم 17 مايو    الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما داعما لغزة بجامعة ديبول في شيكاغو (صور)    رد مفاجئ من «نتنياهو» على حقيقة استقالته بعد خلافات مع بايدن.. ماذا قال؟.. عاجل    «القاهرة الإخبارية»: جالانت يشدد على ضرورة حماية المدنيين في رفح الفلسطينية    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    «الأرصاد» تحذر من طقس ال 6 أيام المقبلة.. تعلن عن الأماكن الأكثر حرارة    مواعيد القطارات الجمعة على خطوط السكك الحديد    مهرجان إيزيس لمسرح المرأة يكرم مبدعات المسرح العربي    نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد عادل إمام.. «شكرا يازعيم»    يوسف زيدان : «تكوين» استمرار لمحاولات بدأت منذ 200 عام من التنوير    بسمة وهبة عبر: يجب إعداد منظومة لمعرفة خط سير كل سائق في «أوبر»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    الأزهر للفتوى يوضح سنن صلاة الجمعة    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    فودة ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل أبو جالوم    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    باسم سمرة يُعلن انتهاءه من تصوير فيلم «اللعب مع العيال» (صور)    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباحث السياسى عمرو عمار:
المسلحون الأجانب..أكبر تهديد عابر للقارات بعد عودتهم من مناطق الصراع إلى أوطانهم..ستظل مصر هى الحصن المنيع فى مواجهة تقسيم ليبيا
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 11 - 2016

كيف تحولت امال الشعوب الي حروب بالوكالة..وهل استدعت هذه الثورات حلم الأمبراطورية العثمانية ..والصراع العربي الفارسي هل كان حاضرا طوال الوقت...ولماذا تحولت هذه الثورات الي جسر لسقوط الولايات المتحدة الأمريكية..وهل يعيش العالم في الأصدار الثاني من الحرب الباردة ام هي حرب عالمية ثالثة بدون اعلان؟ كل هذه الأسئلة يجيب عليها الباحث السياسي عمرو عمار الذي اثار كتابة «الأحتلال المدني ..اسرار 25 يناير والمارينز الأمريكي» الذي صدر في 2013 جدلا واسعا تلاة بكتاب اكثر سخونة وهو «الأحتلال المدني..حقيقة ما جري للعرب في لعبة الحروب الدينية»....لذا كان هذا الحوار.
‎مائة عام مضت علي اتفاقية سايكس بيكو..فهل اعدت قوي الاستعمار القديمة العدة للاحتفال باليوبيل المئوي بعد ثورات الربيع العربي؟
‎شارك العرب في الحرب ضد الدولة العثمانية فأتت الخديعة الكبري والمؤامرة علي العرب في اتفاق سايكس بيكو عام 1916 وهو تفاهم سري بين فرنسا و المملكة المتحدة بمصادقة مع روسيا علي اقتسام منطقة الهلال الخصيب بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية. وبموجب الاتفاقية تم تقسيم منطقة الهلال الخصيب وحصلت فرنسا علي الجزء الاكبر من الجناح الغربي من الهلال وهي دول سوريا ولبنان والموصل في العراق. اما بريطانيا فامتدت سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعة بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا. وقد عمد الاستعمار إلى وضع مقاليد الحكم في يد الاقليات والعرقيات بعد انتهاء انتدابها فكان ذلك المحدد الذي فتح باب الصراع علي الحكم وزرع بذورالانقسام. لتمر الأيام وينجحوا في اشعال ثورات الربيع العربى من خلال زراعة الفتن في عقول الشعوب تحت شعارات الديمقراطية فكسبوا المعركة مثلما كسبوها في الثورات العربية الكبري التي اسقطت الدولة العثمانية وقسمت الأوطان بخديعة سايكس بيكو باستغلال نداءات الشعوب المطالبة بالأستقلال. وبعد مائة عام تنبهت الشعوب العربية ان التاريخ يعيد نفسه وادركوا خسارة معركة الربيع امام قوي استعمارية جديدة...فاستفاقوا وانتفضوا وظهرت جيوب المقاومة العربية من شمال افريقيا حتي دول الشام لرفض التقسيم. ولأن المصريين هم الملهمون للشعوب فقد رفعوا سلاح المقاومة في 30 يونيو 2013 لتسقط صناديق الديمقراطية الأمريكية لتكون تجربة ناجحة هزت العالم وباقي شعوب المنطقة. ولتبقي مصر التي اصطفاها الله بجيش من خير اجناد الأرض وبما عززها في كتابة الكريم حتي قيام الساعة كأمة واحدة في وقت يجتمع فيه الثالوث العدائي للعرب: الفرس والصهيونية العالمية والأنجلو امريكية للقضاء علي العرب من اجل تقسيم اوطانهم للاستيلاء علي ثرواتهم من خلال استخدام تيارات اسلامية راديكالية لاقامة دولة اسلامية جديدة لأحفاد الفرس علي مناطق نفوذهم القديمة وتبرر وجود الدولة اليهودية الصهيونية المزمع اقامتها داخل استراتيجية اكبر تهدف الي تطويق روسيا بجيوش الارهاب ومن ثم تضمن الولايات المتحدة الأمريكية البقاء كقطب أوحد.
كيف تم نسج خطة الفوز بعقول المجتمعات المستهدفة من خلال الدعاة الجدد؟
‎صنعت المخابرات الانجليزية جماعة الاخوان المسلمين عام 1928 كتيار اسلامي راديكالي بافكار اسلامية مغلوطة تكرس لفكرة التطرف لاستخدامها في تأجيج الصراعات داخل المجتمعات المستهدفة. وقد نسجت خطة للفوز بعقول العالم الاسلامي عام 2004 باستخدام الدعاة الجدد بأدوات حروب الجيل الرابع. وتمر الأيام وتقوم امريكا بتوفير البيئة الحاضنة للفكر المتطرف عبر الوسيط الدولي الاخوان المسلمين عبر مهاجمة اعدائها في الشرق الأوسط وهو ما نجحوا فيه من خلال دفع رجال القاعدة وداعش داخل ليبيا لقتال القذافي ومن ثمة اسقاطه..ودفعوا بهم في سوريا والعراق واليمن وسعوا اليها في مصر لاسقاط الجيوش العربية لضمان امن اسرائيل ولاستبدال الجيوش العربية النظامية بجيوش القاعدة كمرحلة متقدمة لتطويق روسيا والقضاء عليها و من خلال شعار الحرب علي الارهاب.
كيف تم التمهيد لظهور داعش من خلال عملية «عش الدبابير»؟
‎هناك تسريبات تكشف عن ان وكالة الأمن القومي الأمريكي بالتعاون مع نظيرتها البريطانية ومع الموساد مهدوا لظهور داعش بشكل مسبق لخلق تنظيم ارهابي قادر علي استقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها ب «عش الدبابير». وهذا ما تحقق بعد اشعال ثورات الربيع العربى عام 2010-2011 حيث نجحت الولايات المتحدة في الدفع بتنظيم القاعدة وداعش الي عمق الشرق الأوسط في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان وجنوب وسط اسيا وشمال ووسط افريقيا وسمحت للمتطرفين بالسفر للانضمام الي صفوف هذا التنظيم المتطرف. عملية عش الدبابير تقوم بخلق عدو قريب علي حدود اسرائيل ولكن سلاحه موجها نحو الدول الاسلامية الرافضة لوجوده. وهذه النظرية الأنجليزية الأصل طبقت بالفعل في العشرينات بزرع فكر حسن البنا المؤسس الأول لجماعة الأخوان في التربة المصرية وروتها الاستخبارات الانجليزية حتي اصبحت شجرة خبيثة تمتد فروعها الارهابية في ربوع المعمورة بحجة الجهاد. وقد خضع تنظيم داعش لدورة مكثفة لمدة عام وتدريب عسكري علي ايدي عناصر من الموساد بالأضافة الي دورات في فن الخطابة ودروس في علم اللاهوت وانطلقوا تحت مسمي الدولة الاسلامية لتأجيج مشاعر الشباب المسلم المضلل.
ولكن المسلحين الأجانب الذين انضموا إلي صفوف داعش تم تفريغ اوروبا منهم اصبحوا اليوم أكبر تهديد عابر للقارات؟
‎بالفعل فتدفق المسلحين الأجانب الي سوريا والعراق اصبح اكبر تهديد عابر للقارات ليس في ساحات الصراع فحسب وانما في العودة المرتقبة لهؤلاء لزرع الارهاب باوطانهم. وقد اشار تقرير نشره الكونجرس الامريكي في 2015 الي ان هناك نحو 30 الف اجنبي بينهم 250 امريكيا قد انضموا لتنظيم داعش وفصائل متعددة اخري للقتال في سوريا والعراق..بضع عشرات منهم عادوا الي الولايات المتحدة وهناك خمسة الاف مقاتل حاليا يحملون جوازات سفر غربية تتيح لهم الدخول للولايات المتحدة بدون تأشيرات. هذا وانتقد التقرير بعض الحكومات في اوروبا لعجزها عن اتخاذ قرارات صارمة مثل فحص المسافرين لمعرفة اذا كانوا مدرجين في القوائم الارهابية او الكشف عن جوازات السفر المزورة. كما تطرقت الدراسة التي نشرها الكونجرس الي استخدام المتشددين لمواقع التواصل الاجتماعي من اجل تجنيد الأجانب وافاد بوجود 200 الف تغريدة لداعش بموقع تويتر. واكبر مثال تجسد في تسلل المنفذين لهجمات باريس الي بلجيكا وتحصي السلطات البلجيكية اكثر من 800 مسلح من بين رعاياها في سوريا والعراق عاد منهم 129 الي بلجيكا. ومن بلجيكا الي استراليا حيث كشفت الخارجية الاسترالية عن تضاعف عدد الاستراليين الملتحقين بداعش في سوريا والعراق خلال العام الماضي وعددهم 120. كل ما سبق سيؤْدي الي نتائج وخيمة في اوروبا بالكامل التي رفعت حالة التأهب في مواجهة العائدين من سوريا والعراق وتنامت حالة الاسلاموفوبيا لدي شعوب الغرب.
وكيف تري تحركات إيران في المنطقة العربية وهي مرتدية ثوب الطائفية؟
‎ان جوهر الصراع التاريخي بين ايران والعرب هو صراع ما بين القومية العربية التي تريد البقاء علي عروبتها وما بين القومية الفارسية التي تريد اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية والانتقام من العرق العربي الذي تسبب في اسقاط عروشهم. ومحاولات ايران الباس الصراع الاقليمي في المنطقة ثوب الطائفية يفرض علينا سؤال اهم حول ما تشهدة المنطقة باسرها من صراعات محتدمة..فهل الصراع بين السنة والشيعة بالفعل ام يتم استخدام المذاهب للتغطية علي الأهداف السياسية. وعلينا ان ندرك ضعف دعاوي الخوف من التشيع التي تصدر بين حين واخر فهل من المعقول ان تشكل نسبة 10% اي 160 مليونا خطرا علي 90% اي مليار و440 مليونا.
‎ وماذا عن الوضع في العراق؟
‎لقد كان صدام حسين يدرك طموحات ايران في تصدير ثورتها الاسلامية للعراق ومن ثم دول الخليج ..فأيران تسير علي خارطة الدولة الفاطمية القديمة..ولذا اندلعت حرب الثمانى سنوات بين العراق وايران في 1980 وبعدها بسنوات سقط صدام في مصيدة الأمريكان والسوفيت فكانت حرب الخليج الثانية التي وقفت ايران علي الجانب الآخر منها تشاهد جني ثمار مجهوداتها في تفكيك العراق وهي علي اهبة الاستعداد لاحتلال بلاد الرافدين.
‎انتهت الحرب وبدات الولايات المتحدة بفرض عزلة علي العراق بعقوبات اقتصادية استمرت 13 عاما كما فرضت منطقة حظر جوي علي شمال وجنوب العراق ونجحت ايران في محاصرة الجنوب العراقي بميليشيات مسلحة شيعية تابعة لولاية الفقيه. والنتيجة هي تواجد قواعد عسكرية علي سواحل المتوسط والاحمر بعد ما تم تقسيم الجسد العربي وشق صفه بالتراشق بين رؤساء وملوك الدول العربية في القمم العربية. وبعد الغزو الامريكي للعراق والانسحاب في 2011 نجد فراغا امنيا وجيشا ضعيفا اتاح الفرصة لتنظيم داعش المتطرف. وتبقي كلمة الحزم في يد العراقيين انفسهم القادرين علي اقصاء الحكم الطائفي ورفض حكم العمامة وولاية الفقيه .
‎ وماذا عن الحوثيين والأختراق الاستراتيجي الايراني في اليمن؟
‎اندلع اول اشتباك مسلح بين الحوثيين والحكومة اليمنية عام 2004 لدوافع تبدو دينية في حين ان القبائل التي دعمت الحوثيين كانت للأوضاع الاقتصادية المتردية..ولقد كانت الحملات العسكرية التي شنها علي عبد الله صالح ضد اتباع الطائفة الزيدية الذين يشكلون 20% من سكان اليمن قادرة علي تحويل هذةهالجماعة الدينية الي جماعة مسلحة عرفت فيما بعد باسم الحوثيين وقد لعبت ايران دورا كبيرا في تسليحهم. وقد اختتم الحوار الوطني في يناير 2014 بتقسيم اليمن وبالطبع هذا التقسيم كان يرضي السعودية ولكن لا يرضي مطامع ايران ولذا قلب الحوثيون الطاولة واعلنوا الحرب المسلحة علي ما يسمي بالشرعية في اليمن تحت مزاعم ثورة شعبية . وقد كانت ايران رقما صحيحا في المعادلة وسببا في الأوضاع اليمنية باحتضانها لبدر الدين الحوثي الذي نشر المذهب الاثني عشرية رغم ان البيئة اليمنية لم تشهد عبر تاريخها مثل هذا المذهب ولقد كان الدعم العسكري الايراني لهذه الطائفة حاضرا وبقوة عبر سنوات ولم يقتصر الدورالايراني علي دعمهم بل امتد الي تهريب السلاح و تدريبهم علي شواطيء اريتريا. وقد بدأت عملية عاصفة الحزم في مارس 2015 واصدرت دول مجلس التعاون الخليجي بيانا شددت فيه علي الوضع المتردي في اليمن وقامت قوات التحالف بقطع خطوط الامدادات لهم عبر سفن ايرانية وقامت البحرية المصرية بتامين باب المندب. وهو امر رفضه المرشد الاعلي الايراني بالطبع. هذا ومن المتوقع علي المدي البعيد ان تجد روسيا ممرا امنا لها في سوريا الي جنوب اليمن لتطل مجددا عبر مناطق نفوذها القديمة علي البحار والممرات المائية لليمن التعيس لتعود الي مزاحمة النفوذ الأمريكي علي مضيق باب المندب.
‎ في يناير 2015 زعم مسئول عسكري ليبي ان تركيا وقطر يسلحان جماعة فجر ليبيا عبر السودان ..السؤال هو من سيربح الصراع معسكر القومية العربية ام معسكر التيار المتأسلم؟
‎الاستراتيجية الأمريكية في ليبيا تريد مد امد الحرب تحت غطاء اتفاقيات ومبادرات تحت مسمي حكومة وفاق وطني ويبقي التعويل علي احفاد عمر المختار في فرض كلمتهم علي مستقبل ليبيا من اجل الحفاظ عليه ولن ينجح اخوان ليبيا بالاستقواء بالقاعدة وداعش وستلاقي تركيا اهوال الارهاب نظير ما فعله اردوغان في طرابلس وستظل مصر هي الحصن المنيع في مواجهة تقسيم ليبيا وعلي المدي المتوسط سوف يكون هناك دور لروسيا العائدة بقوة في المنطقة فهي قادرة علي انهاء المشهد في الشرق الليبي بما يتوافق مع مصالح الأمن القومي المصري ويخدم الطموح الروسي.
‎ ما سر تقاعس اوباما في مواجهة تنظيم داعش في سوريا؟
‎لقد تقاعس عن مواجهته بأستراتيجية مثالية وتباطأ عن عمد سواء في تسليح المعارضة المعتدلة او حتي في جدية الغارات الجوية التي تنفذها قوات التحالف طيلة عام كامل . وقد قدمت مؤسسة «راند» البحثية التابعة للقوات الجوية الأمريكية ورقة بحثية تحت عنوان «البدائل المستقبلية في سوريا» اشارت فيها الي الاعتماد علي تقسيم سوريا بدلا من الحرب مع استمرار الدعم الخارجي لمختلف الأطراف مما يقلب سوريا الي دويلات : دولة علوية عاجزة يديرها نظام الأسد ويدافع عنها الجيش السوري في دمشق وعدد من المحافظات العلوية لتشمل حمص وحماة , دولة كردية في اقصي الشمال الشرقي, كيان سني اسلامي معتدل يسيطر علي الجنوب السوري وامارة سلفية جهادية تديرها داعش مع سيطرة جبهة النصرة علي بعض مناطقها لتحتل الجزء الشمالي من سوريا بما فيها حلب ودير الزور والرقة في شرق سوريا. وبنظرة سريعة علي المشهد السوري منذ 2011 وحتي التدخل الروسي العسكري في 2015 نجد ان السياسة الأمريكية قد تعمدت الأطالة في امد الحرب واكبر دليل كان عدم جدية الغارات الجوية في قذف معاقل التنظيمات الارهابية وضرب مخازن السلاح طيلة عام كامل.
‎ ما هي اهم التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن؟
‎التحدي الأول هو عودة الصراع العربي الفارسي ..فالمشروع التوسعي الايراني في المنطقة ادي الي محاصرة الحدود السعودية بالمد الشيعي الي حد كبير بالأضافة الي القوة الصاروخية التي اعلن عنها من قبل وقوته الالكترونية والجماعات المدعومة منها وتهديدها بغلق مضيق هرمز. التحدي الثاني للمملكة يكمن في الارهاب المتمثل في تصعيد الصراع الطائفي في المملكة ايضا تحدي النفط بعد انخفاض الطلب الاوروبي والاسيوي علي النفط نتيجة للركود العالمي. ولكن من الملاحظ من خلال احصاء لحجم الانفاق العسكري سنجد ان الحكومة السعودية قد خصصت عام 2014 اكثر من 25% من انفاقها لحشد اصولها العسكرية, وهي نفقات تجاوزت ال 80 مليار دولار. وبذلك غدت السعودية اكبر سوق مشتر للسلاح في الشرق الأوسط في مقابل 15 مليار دولار وهو حجم الانفاق العسكري لايران عن نفس العام. وعلي الرغم من ان المملكة لاتزال خاضعة لكفالة العسكرية الامريكية الا انة من الواضح انها قد حزمت امورها وبدات تسير علي خطي مصر نحو التقارب مع الدب الروسي. وهناك تحدي اخر للسعودية يتمثل في الألة الأعلامية الأمريكية التي تسعي لهز عرش ال سعود ويتضح ذلك من خلال تقرير معهد كاتو للدراسات الأستراتيجية والذي وجة نقدا للمملكة بسبب التعاليم الدينية التي افرزت قاعي الرءووس امثال داعش كما حث المعهد الذي يسيطر علية اللوبي الصهيوني الولايات المتحدة باعادة النظر باعتبار المملكة حليفا قويا للقضاء علي الحركات الجهادية المتطرفة في العالم العربي. ويتضح كل ما سبق اكثر من خلال بعض الدراسات الامريكية ومن خلال لعبة الانتخابات الرئاسية الامريكية التي بدأت بشن هجوم علي المملكة واتهامها بانها اكبر ممول للارهاب في العالم.
‎ تنبأت من قبل بسقوط امريكا فهل مازلت مصرا علي رأيك؟
‎بالفعل, فقد شكلت السياسات الخارجية الأمريكية منذ اعلان الحرب علي الارهاب عام 2001 ادوات انهيارها كقطب واحد. وصاغت هذه السياسات مدارات جديدة مع بزوغ قوي صاعدة تعيد تشكيل موازين القوي العالمية, في توقيت تعاني فية الولايات المتحدة من مشاكل في الدين العام الذي فاق عام 2011 حاجز ال 14٫750 تريليون دولار ولذا انتهج اوباما سياسة خارجية اقل كلفة من خلال الانسحاب من العراق واعتمد من منتصف 2014 علي استراتيجية الحروب بالوكالة في سوريا والعراق وليبيا واليمن دون تدخل عسكري يرهق الاقتصاد الامريكي. وقد سعي معهد ابحاث السياسة الخارجية الامريكي للاجابة علي سؤال يتبلور في اروقة النخب الفكرية الامريكية حول مستقبل امريكا الغامض, لتكون الاجابة ان الولايات المتحدة مقبلة علي اضطرابات اهلية كبري وعنف سياسي كبير. يأتي هذا في وقت بدأ فيه ظهور اقطاب جديدة كروسيا والصين واصبحا اكبر ندية ولذلك فقد عمدت الولايات المتحدة الأمريكية علي رسم سياسات تتجه الي انتاج الإصدار الثاني من الحرب الباردة فالقطب الأوحد عزم علي الا ينسحب بهدوء وعزم ان يخرج الجميع خاسرا في هذة الحرب او يتقاسم الغنائم مع الجميع في انتظار معركة طريق الحرير القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.