تحت شعار ربط أفريقيا بالعالم انعقدت الدورة الثالثة لمنتدى الاستثمار لدول الكوميسا فى مدينة شرم الشيخ وذلك بمشاركة 45 دولة منها ال 19 دولة أعضاء تجمع الكوميسا إلى جانب عدد من الدول الأفريقية من خارج الكوميسا وعدد من المؤسسات المالية والدولية الآسيوية والأوروبية والأمريكية. و أكد د. أحمد نظيف في الجلسة الافتتاحية للمنتدي الذي عقد تحت رعاية الرئيس مبارك علي تمنيات الرئيس للمنتدي بالنجاح وتحقيق نتائج جيدة وأشار في كلمته الافتتاحية التي ألقتها بالنيابة عنه فايزة ابو النجا وزيرة الدولة للتعاون الدولي الي ضرورة تطوير المنطقة الاستثمارية لدول الكوميسا والتي تهدف الي جذب مستويات أكبر وأكثر استدامة من الاستثمار من داخل القارة وخارجها من خلال تعزيز مزايا الموقع وحجم السوق والنمو وتخفيض التكاليف وتحسين المهارات الي جانب الاستقرار السياسي والاقتصادي مؤكدا أهمية الاتفاقية الاطارية للاستثمار والمدرجة في برنامج المنطقة الاستثمارية المشتركة والتي تعتبر من الأدوات شديدة الأهمية لتحقيق أقصي استفادة من منطقة التجارة الحرة لدول الكوميسا والتي تتيح للمستثمرين حرية نقل رؤوس الأموال والعمالة وكدلك توفير السلع والخدمات عبر الحدود بما يحقق مزايا كبيرة للمستثمرين. ودعا رئيس الوزراء في كلمته الي أهمية أن تتبني الدول الافريقية برامج اقتصادية قائمة علي التنوع مع دعم الاستثمارات وتعزيز القواعد الرقابية المنظمة للقطاع المالي من أجل توفير فرص عمل جديدة وزيادة معدلات النمو والاستفادة من الفرص الاستثمارية الجديدة في القارة. وقال أن القارة الافريقية تمكنت رغم ظروف الأزمة العالمية من جذب تدفقات استثمارية مباشرة تصل الي88 مليار دولار في العام الماضي كما تمكنت من الدخول في مجالات استثمارية جديدة في البنية الأساسية والنشاط الزراعي والصناعات الغذائية فضلا عن مشروعات الطاقة و التعدين موضحا ضرورة زيادة الاستثمار في مشروعات ذات قيمة مضافة عالية و مكون معرفي يحقق الفائدة الخاصة بشعوبنا ومواطنينا. وأكد أن التكلفة المرتفعة للطاقة في افريقيا تمثل أحد التحديات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر علي نجاح منطقة التجارة الحرة لدول الكوميسا والمنطقة الاستثمارية المشتركة, حيث تحد بدرجة كبيرة من قدرة دول المنطقة علي التنافس في أسواقها الاقليمية والخارجية موضحا أنه بالرغم من وفرة مصادر الطاقة الخام في افريقيا فإن الطاقة لاتزال ذات تكلفة عالية مما يحتم ضرورة الاستثمار في عمليات الكشف و التنقيب ونقل الخامات وتكريرها وتطوير شبكة استخداماتها بالاضافة الي الاهتمام بالاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة بما في ذلك مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ورفع كفاءة استخدام الطاقة المولدة من مصادر المياة. وأشار الي جهود الكوميسا الخاصة بتطبيق برنامج هدفه الرئيسي تشجيع التعاون الاقليمي في تنمية الطاقة بهدف التنسيق في سياسة الطاقة و اعداد معايير ارشادية خاصة بالطاقة. وأكد أهمية تعزيز استثمارات البنية الأساسية خاصة التي لها أبعاد اقليمية مشيرا الي انجاز مصر لطريق الصعيد البحر الأحمر الذي يربط المناطق الصناعية والانتاجية في مصر باقتصاديات الدول الافريقية والعربية ومشروع طريق من آرقين علي الحدود المصرية السودانية ودنقلة في جنوب السودان بمسافة390 كم بالاضافة الي70 كم اضافية تربط الطريق الرئيسي بنهر النيل و28 كم لفتح طريق ساحلي من الحدود المصرية الي بورسودان يمتد الي الجنوب الافريقي وهو طريق مواز للحلم الافريقي لانشاء طريق القاهرة كيب تاون. وعلي صعيد معدلات النمو الاقتصادي في القارة الافريقية أشار د. نظيف في كلمته الي أن القارة الافريقية قادرة علي مواجهة تحديات النمو وآثار الأزمة المالية حيث حققت القارة الافريقية معدلات نمو تصل في المتوسط الي5% في حين بلغ المتوسط العالمي نحو اقل من1% وهو ما يؤكد أننا نسير علي الطريق الصحيح. ونبه الي ضرورة الاهتمام بالتصدي لمعالجة عدد من القضايا الحيوية علي رأسها تطوير البنية الأساسية في مشروعات الطاقة المتجددة والحفاظ علي البيئة وتعزيز القدرة التصنيعية ومساندة المشروعات الصغيرة و المتوسطة و زيادة الاستثمارات في مجال الزراعة وتحسين الأمن الغدائي والاستمرار في تحسين مناخ الاستثمار وازالة معوقات النمو والتشغيل وتشجيع التجارة البينية وازالة معوقاتها. و تحدث سينديسكو نجونيا سكرتير عام الكوميسا عن أهمية تبني خطط للتحديث لتحقيق التنمية و الدخول في مشروعات مشتركة والاستفادة من الفرص الاستثمارية. وقال ان بعض الدول الافريقية تواجهة مشكلات الفقر والجوع والحروب وهي مشكلات يجب التغلب عليها لتحقيق النمو المستهدف في القارة وفي دول الكوميسا. و أكد ويلشامن نيكوبي رئيس مجلس الكوميسا ووزير التجارة والصناعة في زيمبابوي والذي ترأس بلاده الدورة الحالية للكوميسا أن افريقيا استطاعت جذب مزيد من الاستثمارات في الفترة الأخيرة من خلال الجهود التي يقوم بها مكتب الكوميسا لجذب الاستثمارات. و أكد د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار في كلمته خلال افتتاح المنتدي علي السوق المشتركة للكوميساأن السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا( الكوميسا) تهدف الي تنمية موارد دول التجمع الطبيعية والبشرية من أجل مصلحة جميع شعوبها, وبما يمكن من تحقيق الرفاهية الاقتصادية وخاصة من خلال التكامل الاقليمي. واشار الي أن منظمة الكوميسا حققت تطورا فيما يتعلق بتيسير نشاط الأعمال, وحركة التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء, وكذلك تبسيط الاجراءات الجمركية, والقضاء علي الحواجز غير الجمركية, بالاضافة الي الغاء حصص الواردات والصادرات. وقال أن الكوميسا سوق رئيسي لكل من التجارة الداخلية والخارجية من خلال دولها الأعضاء البالغ عددها19 دولة, وتعداد سكان يتجاوز400 مليون نسمة, وتجارة تتنامي بمعدلات ملموسة. فمنذ تشكيل منطقة التجارة الحرة لدول الكوميسا في أكتوبر عام2000, ارتفع معدل نمو التجارة البينية. كما تنامت الاستثمارات المتبادلة بين دول الكوميسا خلال السنوات الخمس الماضية, خاصة في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والتنمية العقارية والسياحية والطاقة والطرق والخدمات المالية, وساند ذلك جهود ترويج الاستثمار والبعثات المتبادلة, واتفاقيات ضمانات وحماية الاستثمار الثنائية, التي تجمع معظم الدول الأعضاء. و في الجلسة الثانية للمؤتمر تحدثت ريم الهاشمي وزير الدولة بالامارات عن النتائج الايجابية للجولة الخليجية التي قامت بها الوكالة الاقليمية للاستثمار التابعة للكوميسا والتي شملت الامارات بهدف جذب الاستثمارات العربية لمنطقة الكوميسا وقالت أن انعقاد المنتدي في العام المقبل في دبي يدل علي أهمية العلاقات العربية الافريقية والامكانيات الكبيرة للتعاون المشترك في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري. محيي الدين: البنية الأساسية والاتصالات أكثر الاستثمارات المصرية في دول الإتفاقية عقد الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار مؤتمرا صحفيا علي هامش المنتدي الثالث للإستثمار في الكوميسا, شارك فيه السكرتير العام لمنظمة الكوميسا سيندسيو نجوانيا, ووزيرة التجارة والصناعة بدولة سوازيلاند السيدة جابوليل مشواما, ووزير التجارة والصناعة بدولة زيمبابوي ولشمان نيكوبي. وأشار وزير الإستثمار في رده علي سؤال حول وجود مشروعات محددة مطروحة من قبل دول الكوميسا علي صندوق التنمية الصيني الذي يشارك في هذا المنتدي, أكد الوزير وجود مشروعات محددة في مجالات البنية الأساسية خاصة في الكهرباء, والطرق, بالإضافة إلي الاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة, موضحا أنه سبق طرح هذه المشروعات علي الجانب الصيني خلال زياراته العديدة لها, والتي أبدي خلالها الجانب الصيني اهتماما كبيرا للاستثمار فيها. وفي رده علي سؤال آخر حول الاستثمار في المجال الزراعي, أكد وزير الاستثمار أن الاستثمار الزراعي من أكثر المجالات التي تحتاج إلي مشروعات بنية أساسية, ومشروعات للتخزين, والنقل المبرد, مشيرا إلي أنه في الحالة المصرية يتم طرح أراضي الاستصلاح الزراعي للمستثمرين بنظام حق الانتفاع لمدد طويلة, ومشيرا إلي أن الأولوية للاستصلاح في المجال الزراعي للمصريين. و فيما يتعلق بالاستثمار في مشروعات البنية الأساسية في أفريقيا, أكد وزير الاستثمار علي أهمية التعاون بين دول القارة من أجل تحسين الاستثمار في مشروعات البنية الأساسية وخاصة مشروعات النقل, ومشيرا إلي أهمية البحث عن أفضل الطرق لنقل المواد الغذائية, والغاز والاستفادة من الخبرات المتبادلة في هذه المجالات. و بالنسبة للاستثمارات المصرية في دول الكوميسا, أكد الدكتور محمود محيي الدين وجود زيادة كبيرة في الاستثمارات المصرية في دول الكوميسا, لافتا إلي أن التواجد المصري في هذه الدول يعود إلي الخمسينات والستينات من القرن الماضي مع تواجد شركات مصرية في مجالات البنوك, والتأمين بدول الكوميسا, مشيرا إلي أن الوقت الحالي يشهد التعاون بين مصر ودول المجموعة وتواجد شركات مشتركة واستثمارات خاصة. وأضاف أن الشركات المصرية المتواجدة بدول الكوميسا تتركز في ثلاثة مجالات و هي البنية الأساسية والتي تستثمر فيها عدد من كبري الشركات المصرية العامة والخاصة, و مجال التصنيع الغذائي, ومجال الخدمات المالية, والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, وهي المجالات الواعدة في الدول الأفريقية والتي سوف تساعد في النهوض بهذه الدول. وعلي هامش المؤتمر أشار المهندس أمين أباظة وزير الزراعة الي أن خطة الوزارة الحالية فيما يتعلق بأزمة إرتفاع أسعار اللحوم تتجه الي التركيزعلي إنتاج الدواجن و زيادة المعروض منها و كذلك التوسع في إنتاج الأسماك لتلبية إحتياجات المواطنين و مواجهة الإرتفاع في أسعار اللحوم الحمراء في الفترة الأخيرة منوها أن تكلفة الإنتاج الحيواني أعلي من تكلفة الإنتاج من الدواجن و الأسماك.