قرأت مقالة للأستاذ الدكتور رشدي بدراوي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب القاهرة( أكرمه الله) بجريدة الأهرام من نحو أكثر من عشر سنوات سابقة عن تفسيره لسورة المطففين قال تعالي في كتابه الجليل:( ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا علي الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين) وظلت هذه المقالة في ذهني حتي يومنا هذا ونظرا للظروف القاسية التي تمر بها مصر الغالية فقد قرأت تفسيرها من تفسير ابن كثير. وشعرت بحالة من الرعب علي مايحدث في بلدي وحبيبتي مصر.. حيث أن المطففين فيها زادوا كثيرا واني أخاف عليها من عقاب رب السماء( كقوم شعيب). ومن أمثلة المطففين الذين يأخذون أكثر من حقهم من الطرف الآخر.. سائق التاكسي الذي يأخذ أكثر من حقه من الراكب.. والمدرس الذي يجبر الطالب علي الدروس الخصوصية لأنه لايؤدي عمله بأمانة ويغالي في سعر الحصة, وبعض المهنيين مثل بعض الأطباء والمحامين وغيرهم ممن يغالون في اتعابهم من الزبائن الذين لايسامحونهم فيما يدفعونه لهم.. وتجار الأغذية الفاسدة.. وتجار الأراضي وحديد التسليح وغيرها والأسمنت التي تؤثر في حياة واستقرار البشر.. وغيرها من الأمثلة الكثيرة ممن اذا أكتالوا علي الناس يستوفون واذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون.. وحجة كل منهم غلاء الأسعار.. ومن أسباب الغلاء هؤلاء المطففين. وأن كل فرد وضع يده في جيب من بجواره ليأخذ أكبر قدر ممكن من المال فأصبحت أغلب الجيوب فارغة وبعض الجيوب مكتظة بالمال. إنني أرجو كل فرد في مصر ان يفكر جيدا في كل قرش يدخل جيبه ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله يوم القيامة.. وهل هو من المطففين أم من المتقين.. وأني أدعو ربي أن يهدينا جميعا ويغفر لنا ويرحمنا. د.أماني عبد المنعم تهامي. أستاذ بعلوم حلوان