أثبتت الانتخابات الرئاسية أن آلة الدعاية والإعلام لم تكن الوسيلة الأولي لحسن الانتخابات, وأن السر الحقيقي ومفتاح الصندوق الانتخابي يتمثل في شريحة الفقراء والمهمشين والأميين خاصة بالأرياف وهي الفئة التي تستغل جيدا بما تمثله بنحو04% من المواطنين والذين لايدركون فكرا ثقافيا أو استراتيجيا, ويمكن التأثير عليهم بشعار الدين أو المال, وهذا ماكشفت عنه الأحداث في حوارات الصندوق وحدثت منه إنقلابات في إعطاء الأصوات ورسوب قوي وطنية مشهود لها بالكفاءة, مما دعا كثير من الخبراء للمطالبة بقصر التصويت علي من يجيدون القراءة والكتابة والغاء الرموز التي تسيء لحضارة مصر. تفسير ذلك في حوار الدكتورة آية ماهر أستاذ التنمية البشرية بالجامعة الأمريكية والتي أكدت أن استغلال الدين مع البسطاء من الفقراء والأميين هو الحل السحري الذي لايكلف شيئا وكذلك المال الذي يقنع أي فقير خاصة من الفئات المهمشة وشديدة الفقر التي لاتجد قوت يومها, فيعطي صوته في مقابل أي مبلغ لأن احتياجه يرغمه علي ذلك وهو في نفس الوقت معذور لأنه لاأحد يسأل عنه في الدولة أو يساعده, ولعل هذا سبب انتشار ظاهرة الرشوة الغذائية أو المالية في المرحلة الأولي للانتخابات الرئاسية, ويضاف إلي ذلك عنصر الجهل والأمية التي ضربت قلب مصر حتي أصبح هناك خريجون بالملايين خاصة في التعليم الفني الذين لايعرفون القراءة والكتابة وبالتالي لايستطيعون التواصل مع الأحداث بكل أشكالها. فهناك البسطاء فكرا وثقافة لايقدرون خطورة أصواتهم ويجعلون معيارهم غير منطقي في الاختيار وتحدث المفاجأة في موازين الصندوق وهذا ماجعل المرشحين المتنافسين الآن يتجهون مباشرة إلي هذه الفئة الفقيرة أو المعدمة أو الساذجة أو الجاهلة من خلال الالتقاء المباشر والاقتناع بأي وسيلة ترضي المواطن أو حتي شراء صوته علي باب اللجنة بأسعار مابين001 و005جنيه فيجد فيها المواطن مخرجا من أزمته المالية أو ببعض المواد الغذائية لسداحتياجات أطفاله وأسرته فالجوع كافر ويجعل الإنسان يفعل أي شيء خارج القيم والدين من أجل سد احتياجاته ولايعرف أساسا فائدة صوته للبلد أو مصلحتها. الدعاية المباشرة وأضافت أنه في جميع الأحوال فإن اختيارات فئة الفقراء والأميين لاترتكن للدين بالدرجة الأولي ولكنها ترتبط بالظروف الشخصية فإذا كان هناك شعار الدين أو السياسة يرجح اهتمامهم واختيارهم إذا ماوصلتهم الدعاية المباشرة من مساعدي المرشح, فالناخب هنا ينظر تحت قدمية ولايبحث عن مستقبل له ولأسرته ليعيد فترة الفقر والجهل من جديد في أبنائه في الوقت الذي غابت فيه مفاهيم الثورة والثوار عن هذه الشريحة لنفهم خطورة ماتفعل وسوي أن نسمع شعارات لاتدركها علي الإطلاق وتكون النتيجة مأساوية, ربما سقوط الصالحون آخرين علي أيدي الأميين الذين لايفهمون إلا من يتكلم بلغتهم وخطابهم وثقافتهم المحدودة للغاية. خط الفقر ويري الدكتور رشاد عبده استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أنه ثبت من الأبحاث أن الفئة الكبري من المجتمع تقع تحت خط الفقر, وأنه من المتعارف عليه أن الأكثر فقرا أكثر جهلا فلا وقت لديه للتعلم أو لتعليم أبنائه فيعيشون اليوم بيومه لذلك فإن أصواتها بالانتخابات تكون تحت تأثير مادي أو حتي ديني وبضغط مادي أيضا فالدين ليس له الأولوية مع شديدي الفقر والجهل إلا أن يكون تقليدا لذلك فإنه يسهل رشوة هذه النوعية من الناس المهمشين لتقبل أي مبلغ أو غذاء أو حتي مايسمونه بالكرتونة في مقابل إعطاء الصوت للمرشح ومن يدفع أكثر يحصل علي الأصوات الأكثر التي تعطي لهم بكل اقتناع, فضلا عن سهولة احضاعهم بالحلف علي المصحف وثقافي مبالغ متوسطها نحو200 جنيه, فالفقر شيطان رجيم يذل الناس للناس إلي كل شيء أو حتي جريمة, وأن استخدام شعار الدين يسهل التأثير علي هذه الشريحة الفقيرة ماديا وفكريا ولا يسألون ما مصلحة هذا المشرح وأهدافه وأسباب حرضه الشديد علي المنصب لذلك فإن هذه الوسيلة في الانتخابات تعتبر مزورة لأنها تخدع المواطن البسيط وتخفض لتأثيرات غير أمينة أو شريقة. تجربة جديدة أما الدكتور محمد عبدالمنعم الصاوي رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب المنحل فيجد أن حل مشكلة الجهل والأمية, والتي تظهر في نتائج الانتخابات تتحسن مع زيادة وعي المواطن لأنها تجربة جديدة عليه, فلم يمارس حياة سياسية طوال حياته, لذلك فإن الأخطاء واردة تحت مسميات كثيرة مثل الرشاوي أو الجهل, وأنه مع مرور الوقت ستتحسن اختيارات المواطن, ولايتصور أحد أن الرشاوي الانتخابية من أغذية مثل السكروالزيت والبطاطس التي يجري الحديث عنها, يمكنه أن تغير مفاهيم الإنسان المصري لأن الإنسان في اللجنة يكون حرا مائة بالمائة لارقيب عليه إلا الله, فالذي يرفع شعارات خادعة تحت أي مسمي لايعرف قيمة وحضارة الإنسان المصري وتاريخه بين الأمم, ويجب أيضا ألا ننسي أن هذه تجربة جديدة تؤكد في اخطائها أننا في احتياج شديد لإرساء مباديء الديمقراطية وعقيدتها لدي المواطن فإذا أحس بقيمته وقيمة صوته يستحيل معه أن يرضخ لرأي أو تأثير آخرين. ويري رئيس لجنة الثقافة أن احتشاد المواطنين في التصويت بهذه الكثافة يدل علي ادراكهم للأخداث ولايفرق بين ذلك أمي أو متعلم أو أستاذ بالجامعة, ومع ذلك فإن الطبقة المتوسطة والفقيرة هي الأكثر تأثيرا وهي الأكثر تأثرا بالأحداث والتي نتج عنها ارتفاع الأسعار واختفاء الأمن والآمان وهي بذلك تتجه لمن يواجه لها هذه المشكلات التي تعانيها علي مدي عام ونصف, ويجب ألا تقلق من هذه الأحداث أو الرشاوي الانتخابية لأن هذه المرحلة مقدمة لتداول السلطة فلن يجد من ينجح في الانتخابات إلا أن يبذل جهده حتي لايستبعده الشعب بعد ذلك. كما يجب أعلي أجهزة الثقافة في مصر ومنها وزارتا التعليم والثقافة توعية المواطن ميدانيا وفي التجمعات حتي تتجنب فكرة جهل المواطن وليختار الأفضل.