صارت أهم أولويات الأمن القومي العربي، هو المحافظة على استقرار الوطن العربي، ومنع تفككه، وانهياره وحفظه من أية حرب أو زعزعة إضافية للاستقرار يسعى إليها أصحاب الأجندات المعلنة بلا حياء لكي تدمر كل ما تمر عليه. فعملية التضامن العربي يجب أن تستهدف عملاء إيران في الوطن العربي وكذلك كل من يقف معهم ممن يخدم الأجندة والسياسات الخارجية على حساب الأمن والاستقرار العربي، والمحافظة على الأمن هي مسئولية جميع الدول العربية من غير استثناء. إن ما يحدث اليوم من تراشق إعلامي بين أكبر الدول العربية إنما هو رسالة مباشرة تشير إلى رغبة المتربصين بزرع الفتن كما أنها تريد منح فرص إضافية للعملاء في الوطن العربي. لكن بتضامننا وإدراكنا لأهدافهم فإن هؤلاء لن ينجحوا في تنفيذ المخططات الخارجية على حساب الأمن والاستقرار العربي. هذه الوقفة العربية الشاملة المطلوبة يمكن أن تكون مثالا جميلا وموقفا مشرفا لكل العرب حتى تتحقق طموحاتهم بوطن عربي عزيز. إن مكافحة الإرهاب كنتيجة لما عاناه ويعانيه الوطن العربي من وجود للجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية بمختلف مسمياته وشعاراته وأماكن وجوده تنطلق من التأكيد على أهمية العمل لمواجهته. ولعل من الأهمية التذكير بأن ما نشاهده من تطرف وإرهاب مارسته التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وجماعة الحوثي وفرضها أسلوبها الطائفي على أبناء الوطن العربي. مواجهة هذه التنظيمات وأفكارها الهدامة تتطلب عملاً شاملا من قبل الدول العربية. هل نحن بحاجة إلى التذكير بعدد الاختراقات التي تعانيها منطقتنا منهم؟ أما فيما يتعلق بالمسئولية الدولية الشاملة، فإن العالم بمجموعه مسئول عن مكافحة التطرف والإرهاب بغض النظر عن خلفية من يقوم به، سواء من الناحية العرقية أو من الناحية الدينية أو المذهبية. إيران تمارس سياسات هدامة تجاه محيطها الإقليمي وخاصة العربي وذلك بمحاولاتها المستمرة زرع الفتنة الطائفية والدينية والعرقية في الوطن العربي. فمنذ الثورة الخومينية عام 1979 وحتى الآن، تعمل الدولة الإيرانية وبكل جهد على تصدير الفوضى للدول العربية وتتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية من خلال العملاء والمرتزقة الذين تستطيع شراءهم بالمال والفكر بغرض بث الفرقة والضعف في الدول العربية. إن للخليج فهم خاص للدور الإيراني في المنطقة. فطهران لا تخفي محاولاتها تصدير الثورة وتطويق المنطقة، من العراق وسوريا ولبنان شمالا، إلى الخليج العربي شرقا، وصولا إلى اليمن جنوبا، مع امتدادات في الغرب باتجاه إفريقيا ما عادت سرا. هذا ما يجعل الخليج يضع الخطر الإيراني في مقدمة أولوياته الأمنية. هذا الفهم مصر هي الأقدر على تشخيصه وهي التي تعاني بدورها من مشروع إخواني ببعدين سياسي وإرهابي. والخليج قادر أيضا على فهم التحفظات المصرية مع كل من يقف داعما للمشروع الإخواني من القوى الإقليمية مهما تكن مبرراته. من الأهمية القول بان ما وصلت اليه مصر وبدعم خليجي وما شهدته من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي، إنما هو نتيجة نجاح تعاملها مع التحديات العربية في العقود الماضية، والذي أثمر عن استقرار سياسي وأمن وطني وبناء تنموي في جميع جوانب الحياة المجتمعية، ويجب على أبناء المجتمع المصري التصدي لأي محاولة يقوم بها مثيرو الفتن بإطلاقهم أكاذيب من أجل زعزعة أمن البلد وعمل فتنة بينها وبين حلفائها. كاتبة من الإمارات لمزيد من مقالات مهرة سعيد المهيرى