تفوقت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون علي منافسها الجمهوري دونالد ترامب في المناظرة الرئاسية الثانية التي جرت بينهما فجر أمس بتوقيت القاهرة في سانت لويس، بحسب استطلاعات الرأي وتعليقات وسائل الإعلام الرئيسية، التي تدعم كلينتون بقوة، غير أن ترامب قدم أداء هجوميا عنيفا خلال المناظرة اهتزت له منافسته أكثر من مرة، وبخاصة عندما هددها بالسجن في حالة فوزه بالرئاسة بسبب تورطها في فضيحة البريد الإلكتروني. وقال ترامب خلال المناظرة التي بدأت في أجواء فاترة ودون مصافحة الخصمين اللدودين واستمرت 90 دقيقة إنه يعين مدعيا خاصا للتحقيق في استخدام كلينتون البريد الإلكتروني لأنها عرضت الأمن القومي للخطر خلال عملها كوزيرة للخارجية خلال رئاسة الرئيس باراك أوباما من 2009 حتي 2013، وخاطبها قائلة: "يجب أن تخجلي من نفسك". وردت كلينتون بالقول إنها ملتزمة جدا بأخذ المواد السرية علي محمل الجد، وأكدت أنه لم تصل أي معلومات سرية إلي جهات خطأ من البريد الإليكتروني الخاص بها. كما هاجم ترامب الرئيس السابق بيل كلينتون بسبب أسلوب معاملته للنساء، وقال ردا علي الفيديو المسرب له الذي يتحدث فيه بشكل مهين عن النساء إنه يعترف بأن هذا الشريط أحرجه، ولكنه أوضح أنه "حديث في غرف خلع الملابس"، وأضاف أن بيل كلينتون فعل مع النساء ما هو أسوأ، مضيفا أن "ما صدر عني كلام .. ولكن ما صدرت عنه أفعال". وردت هيلاري علي منافسها بقولها إن تصريحات ترامب تثبت عدم صلاحيته لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة، وأضافت : "لقد قال إن شريط الفيديو لايمثل من يكون هو، ولكني أعتقد أن من الواضح لأي شخص سمعه أنه يمثل بشكل دقيق من يكون هو". وقالت كلينتون : "تعرفون أنه أمر طيب للغاية ألا يكون شخص بطباع دونالد ترامب مسئولا عن القانون في هذا البلد"، ورد ترامب "لأنك ستكونين في السجن". واشتبك ترامب وكلينتون خلال المناظرة بشأن سلسلة من القضايا الرئيسية من بينها الضرائب والرعاية الصحية والسياسة الأمريكية تجاه سوريا وتصريحات كلينتون بأن نصف أنصار ترامب "من البائسين"، وقالت كلينتون إن خلافي ليس مع أنصار ترامب وإنما مع ترامب نفسه. وفيما يتعلق بالوضع في سوريا وحرب «داعش» بصفة عامة، تعهدت كلينتون بعدم استخدام قوات برية أمريكية في سوريا، وقالت إن هذا سيصبح خطأ فادحا، معربة عن أملها في أن يتم طرد «داعش» من العراق عندما تصبح رئيسة. ووعدت كلينتون أيضا بفتح تحقيقات في ارتكاب جرائم حرب من قبل السوريين والروس، قائلة إن "الوضع في سوريا مأساوي .. ونري تصميما من القوات الروسية علي تدمير حلب". أما ترامب، فتساءل : "لماذا لايستطيع قادة الجيش القيام بشيء سري للقضاء علي قيادة تنظيم داعش"؟ وأضاف "لا أحب الأسد علي الإطلاق"، في إشارة إلي الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن الأسد يحارب تنظيم «داعش» مع روسيا وإيران. وحول قضية الهجرة واللجوء والأقليات، قالت كلينتون إن ترامب لم يعتذر مطلقا عما قاله عن السود والمسلمين واللاتينين والمهاجرين وأسري الحرب، وأكدت أن علي المسلمين الأمريكيين أن يشعروا بأنهم جزء من الولاياتالمتحدة،معتبرة تصريحات ترامب عن المسلمين تمثل هدية لتنظيم داعش. ورد ترامب بقوله إن كراهية الإسلام "عار" وأضاف بشأن اللاجئين السوريين "ليس لدينا فكرة من هم؟". وعن ملف الصحة، قال ترامب إنه يجب إلغاء وتغيير نظام أوباما للرعاية الصحية بشيء أقل تكلفة بكثير، ووصف مشروع الرعاية الصحية الخاص بالرئيس أوباما "أوباما كير" بأنه كارثة وباهظ التكاليف. وفي لحظة من الهدوء النادر خلال المناظرة، طلب أحد الحاضرين من المرشحين أن يذكرا نقطة إيجابية لدي منافسهما، وبادرت كلينتون إلي القول إن هذه النقطة تتمثل في أبناء ترامب "الناجحين والمتفانين الي اقصي حد"، بينما قال ترامب إن كلينتون "لا تتراجع ولا تتخاذل وانا احترم ذلك .. إنها مناضلة"، وانتهت المناظرة بمصافحة بين المرشحين.
«سى.إن.إن» : هيلارى الفائزة .. وترامب يتحسن أظهر استطلاع للرأي بعد المناظرة الثانية أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمكنت من تسجيل فوز آخر بعد انتصارها في المناظرة الأولي، غير أن اللافت أن المرشح الجمهوري تمكن خلال هذه المواجهة من تقليص الفارق مع منافسته ورفع حصته من قبول الجمهور له. وبحسب استطلاع أجرته شبكة «سي.إن.إن.» الإخبارية الأمريكية لآراء من شاهدوا المناظرة، فإن 57٪ من المقترعين قالوا إن كلينتون كانت الأفضل، في حين رأي 34٪ أن ترامب حقق نتيجة أفضل من كلينتون. ورفع بذلك ترامب نسبة الموافقين علي أدائه من 27٪ خلال المناظرة الأولي، في حين انخفضت نسبة الذين افترضوا أن كلينتون هي المنتصرة من 62٪ إلي 57٪، لكنها مع ذلك حافظت علي هامش كبير من التقدم علي خصمها. وقال 68٪ من المشاهدين إن ترامب خصص النسبة الأكبر من وقته للهجوم علي خصومه، مقابل 16٪ فقط من وقت كلينتون لمهاجمة خصمها.
برودريك : كلينتون اغتصبنى .. وهيلارى هددتنى! واشنطن - وكالات الأنباء : قبل ساعة ونصف الساعة علي بدء المناظرة، دعا ترامب بعض الصحفيين إلي فندق في سانت لويس بولاية ميزوري، حيث أحاطت به أربع نساء ثلاث منهن اتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن في سبعينات وتسعينيات القرن الماضي، وأكدن أن هيلاري ساعدت زوجها في التشهير بهن. وقال ترامب للصحفيين «هؤلاء السيدات الشجاعات الأربع طلبن أن يكن هنا». وقالت خوانيتا برودريك التي تتهم بيل كلينتون بالاعتداء عليها في عام 1979 : «ربما قال ترامب أمورا مسيئة، لكن كلينتون اغتصبنى وهيلاري هددتني». وردت حملة كلينتون علي ماقام به ترامب بوصفه «حيلة دعائية» و«سباقا مدمرا إلي الحضيض».