يقف العالم مشدوها في انتظار الميلاد الديمقراطي لأول رئيس مصري منذ أكثر من ستين عاما.. من خلال الانتخابات الرئاسية التي يبدأ إجراؤها صباح اليوم, والذي سيصبح يوما تاريخيا واستثنائيا في تاريخ مصر الحديث. إن النظام الديمقراطي يمنح الشعب مرة كل أربع سنوات سلطات ليست للرؤساء أو الملوك! وإذا كان سلطان الشعب لا حدود له, فإن الشعب الذي لا يستخدم حقه الانتخابي يفقد فرصته في أن يقول للحكام لا, ويفقد إنسانيته وحريته, لأن الإنسان الحر وحده هو الذي يستطيع أن يقول لا. إننا نتساءل ماذا سيقول التاريخ عن ثورات الربيع العربي إذا تسلم أحد أبناء القذافي حكم ليبيا, أو قبل ثوار سوريا تكليف ماهر الأسد شقيق الرئيس الحالي بالرئاسة, أو أن يتسلم السلطة أحمد علي صالح في اليمن ؟! المطلوب من الشعب المصري أن يضرب المثل لكل الشعوب العربية وأننا نتقدم علي طريق تأسيس معني الديمقراطية بدلا من مصر مبارك, ويثبت أنه جدير بإنسانيته وحريته. ولا تستخف بصوتك! إن هذا الصوت الواحد قد يكون السبب في دخول المرشح الأسوأ إلي قصر الرئاسة! اذهب إلي صندوق الانتخاب, وضع فيه صوتك متسائلا: هل قتل مئات الشباب والشابات من شهداء الثورة مجرد مخالفة بسيطة ؟! وشجع المترددين علي أن يذهبوا معك, وشجعهم أن يقولوا لا للظالم, وأن يتخلصوا من كل من غدر بالشعب.. فإن خنجر الغدر إذا أصاب خصومنا اليوم, فإنه سيذبحنا غدا! فإن اشتراكك في عملية الانتخاب دليل علي أنك علي قيد الحياة.. لأن الموتي لا يشتركون في المعركة! الناس تريد أن تطمئن علي الحرية في بلادها.. كيف يمكن حمايتها من العدوان المستمر عليها.. عدوان الحاكم وعدوان قاطع الطريق! نريد عصرا جديدا.. عصر الشعوب المحاربة لا عصر الشعوب المصفقة! لا تتردد أبدا.. فلم تعد رئاسة مصر قدرا مكتوبا لأناس بذواتهم, ولاشأن لها باختيار الشعب وقراره.. فقد جاء الوقت الذي تتسلم فيه ورقة ميلادك السياسي! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى