لاشك ان قلة التكلفة فى نشر الأخبار على الإنترنت أغرى الكثيرين بإنشاء الصحف الإلكترونية على الشبكة بميزانيات هزيلة وعدد قليل من العاملين ، ولكن تلك الطريقة قد أفرزت العديد من المشكلات التى تتعلق بالمهنية والأخلاقيات . حيث إمتلأت الصحف الإلكترونية بغير المتخصصين وزادت أعباء الصحفى وتشابكت مهامه ، فصار يعرف شيئا عن كل شيء دون أن يتخصص فى جانب واحد ويتقنه ، وأصبحت المواقع الإلكترونية صحافة إجبارية تقوم بتوظيف عددا قليلًا من الموظفين ليقوموا بالعمل تحت ضغط كبير لإنجاز مهام ومسؤوليات متعددة . فلا يقوم الصحفى فى الصحيفة الإلكترونية بمهام محددة متخصصة ، ولكنه يقوم بعدد من المهام المتداخلة ، فهو يعدّ التقرير الصحفى ، ويجهّز التطبيقات المستخدمة فى الموقع ، ويتابع تعليقات الجمهور ، ويجمع قاعدة من البيانات خاصه بالجمهور المستخدم ، وهو معنيٌّ بإثراء المحتوى بالوصلات الخارجية ، والتأكد من عدم إحتواء هذه الوصلات على موادّ تسيء إلى الموقع والجمهور المستخدم ، إضافة إلى جلب الإعلانات للصحيفة وأحيانا تصميمها وكتابتها . ومن ثم يؤدى هذا الضغط الكبير فى المهام وغياب التخصص إلى الوقوع فى الأخطاء التى تتعلق بالدقة والموضوعية ، الأمر الذى تسبب فى التأثير على الورقية ، وأصبحت القضية محل إثارة وجدل لم تأخذ حظها من الدراسة والبحث حتى الآن ، وأصبحت هناك أزمة ومحنة خاصة عقب تراجع معدلات التوزيع للصحف الورقية فى ظل تذبذب الأوضاع الإقتصادية فى الفترة الحالية ، وبات الأمر ُيلزم الصحافة الورقية ان تجود آليات عملها وتحسن مدخلاتها وترجع لسابق عهدها من التوسع فى الموضوعات الهادفة السريعة التى تمس حياة المواطنين ، وتتفنن فى جذب القارئ لمتابعة الأخبار والأحداث كل يوم ، ويبقى الرهان على عقل القارئ المثقف الواعى الذى يعلم جيدا كيف يفرق بين صحافة العمق وبين مروجى الشائعات سواء فى الصحافة الورقية أو الإلكترونية . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف;