اهتمت وسائل الإعلام العالمية بتفاصيل ما دار فى لقاءى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقر إقامته بنيويورك مع مرشحى الرئاسة الأمريكية: الجمهورى دونالد ترامب، والديمقراطية هيلارى كلينتون. فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية وموقع «بلومبيرج» الإخبارى عن ترامب «دعمه القوي» للحرب التى تخوضها مصر على الإرهاب، وقوله إن الولاياتالمتحدة «ستكون صديقا وفيا يمكن أن تعول عليه مصر، وليس مجرد حليف». ونقل المصدران أيضا عن حملة ترامب الانتخابية قولها عقب اللقاء ان ترامب أكد أنه إذا انتخب رئيسا فإنه سيدعو السيسى إلى زيارة رسمية لواشنطن. فى الوقت نفسه، ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أنه بالنسبة لكلينتون، فإن الأمر بالنسبة لها يمثل عودة إلى دور تعرفه جيدا لأنها كانت وزيرة الخارجية لأربع سنوات فى ظل إدارة الرئيس باراك أوباما، أما بالنسبة لترامب الجديد على الساحة العالمية فإنه يحاول اللحاق بها. وكشفت «رويترز» أن كلينتون وترامب تحدثا مع السيسى عن التعاون على نحو أوثق مع مصر لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. ونقلت عن حملة ترامب الانتخابية بيانا قالت فيه إن ترامب «سلط الضوء على أن مصر والولاياتالمتحدة تواجهان عدوا مشتركا وعلى أهمية العمل معا لهزيمة الإرهاب الإسلامى الأصولي»، كما ناقشت كلينتون مع السيسى هدفه وهو نقل مصر إلى «مجتمع مدنى جديد ودولة حديثة جديدة تحترم سيادة القانون وتحترم حقوق الإنسان والحريات». وأضافت «رويترز» أنه لم تخل الليلة من الدراما، إذ اضطر موكب كلينتون لقطع شوارع نيويورك المزدحمة فى ساعة الذروة، وتنقلت سريعا من فندق إلى فندق لعقد لقاءاتها مع زعماء العالم. أما وكالة الأنباء الفرنسية فنوهت إلى أن لقاء كلينتون والسيسى استغرق ساعة وربع الساعة، وقالت إنه بعد جدل طويل مع جهاز المراسم المصري، لم يتمكن الصحفيون من حضور أكثر من دقيقة أو دقيقتين من اللقاء. لكن المصادر المحيطة بكلينتون حرصت بعد ذلك على كشف قائمة الموضوعات التى تم بحثها خلال الاجتماع، من مكافحة الإرهاب إلى الاقتصاد وحقوق الإنسان وتنظيم داعش، وبعد ذلك، استقبل السيسى ترامب الذى وصل مباشرة من مطار نيويورك بعد مشاركته فى مهرجان انتخابى فى فلوريدا. وقالت الوكالة نفسها إن اللقاء بين السيسى وترامب استغرق قرابة الساعة، وأضافت أن المرشح الجمهورى كان يهز رأسه وهو يصغى إلى السيسى فى حديثه عن المعاناة التى سببها الفكر المتطرف للعالم، بينما تمكن الصحفيون من الدخول لالتقاط بعض الصور. وقال بيان بعد ذلك إن «ترامب عبر للرئيس السيسى عن تقديره الكبير للمسلمين المسالمين»، وأبلغه بأنه «يدرك أن أصحاب الإرادة الطيبة يضحون يوميا لمكافحة التهديد المتزايد للإرهاب الإسلامى المتطرف». وأضافت الوكالة الفرنسية أن ترامب وعد بدعوة السيسى إلى القيام «بزيارة رسمية» للولايات المتحدة إذا تم انتخابه فى نوفمبر المقبل. ونوهت الوكالة إلى أن السيسى هو أول رئيس عربى يلتقيه ترامب، وثانى رئيس دولة يلتقيه المرشح الجمهورى بعد المكسيكى إنريكى بينا نييتو فى 31 أغسطس الماضي. وكان وقع اللقاءين عنيفا على وسائل الإعلام الأمريكية التى اعتادت على نشر تقارير سلبية للغاية عن الشأن المصري، إذ ذكرت مجلة «تايم» أن محادثات السيسى مع ترامب وكلينتون أظهرت عمق الخلافات بين مرشحى الرئاسة الأمريكيين فى مجال السياسة الخارجية. وانتقد موقع «بولوتيكو» صراحة ترامب بسبب لقائه مع الرئيس السيسي، ولكنه لم يوجه انتقادا مماثلا للمرشحة الديمقراطية التى فعلت الشيء نفسه، واعترف الموقع بأهمية مصر الاستراتيجية بالنسبة لواشنطن رغم الاختلافات، وبخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل وبالحرب على الإرهاب.. وكشف الموقع عن أن لقاء ترامب والسيسى حضره مستشارو المرشح الجمهورى الكبار مثل السيناتور جيف سيشنز، ومايكل فلين المدير السابق لوكالة المخابرات العسكرية. وكشف الموقع أيضا عن أن ترامب أبدى «عميق احترامه» بتاريخ مصر و«إعجابه الشديد» بالشعب المصري..