على مسرح الضمة للفنون التابع لمركز المصطبة للموسيقى الشعبية، 9مساء الخميس 29 سبتمبر الجاري، فى منطقة عابدين بوسط البلد، ستطل فرقة الرانجو بإطلالة مميزة فى ثوبها الجديد حيث يحيى العازف حسن برجمون آخر عازف لآلة الرانجو حفلا مع التراث الغنائى السودانى على آلة السمسمية الخماسى مع مجموعة من المغنيين ذوى الأصول السودانية منهم الفنان عصام توتو وآخرون مع آلات الايقاع «البونجز، الجيمبي، التومبة، التومبانا والكرية». آلة الرانجو ذات الإيقاع المنغم أتت من جنوب السودان ، والتى كانت تستخدم فى طقوس الزار، إلا أنها كانت قد انقرضت بعد وفاة كبار العازفين عليها منذ سنوات طويلة. وتعد هذه الآلة نوعا من أنواع «الماريمبا»، لكنها أكثر بدائية، حيث تصنع يدويا من الخشب، وعرفت منذ عام 1820، عندما أدخلها السودانيون إلى مصر الذين جاءوا كمجندين فى الجيش المصري، فى عهد محمد على باشا. وفى عام 1860 عندما أتت أفواج سودانية أخرى للعمل فى مزارع القطن تم إحياء هذه الآلة مرة أخرى واستخدامها عندما تأسست فرقة «الرانجو» عام 1996 ، حيث توصل الباحث زكريا إبراهيم إلى آخر عازف على قيد الحياة لآلة الرانجو وهو الفنان حسن برجمون، الذى كان قد ترك الرانجو ، وتفرغ لعزف الطنبورة فى الزار، ولم يكن يحتفظ بأى آلة رانجو، فقاما معا بالبحث عن الآلات لدى أرامل وورثة المعلمين الكبار، و تم تجميع 3 آلاف آلة، وتم تكوين فرقة من فنانى الرانجو. تصاحب العزف على آلة الرانجو، رقصات خاصة بحزام المنجور مع قرع الطبول الإفريقية، والمنجور هو حزام عريض من القماش مثبت عليه عشرات من حوافر الغنم الجافة، وأصداف البحر، يتم ربطه حول الوسط ، ويقوم الراقص بهز وسطه وقدميه فيصدر من المنجور صوت إيقاعى عبارة عن «خشخشة». آلة الرانجو مكونة من مفاتيح ومضخات صوت خشبية مصنوعة من نبات القرع السوداني، وكان يعزف عليها بجانب آلة الطنبورة خلال طقوس الزار، لأغراض التطهير الروحانى والاستشفاء من الأمراض، ثم تطور استخدامها موسيقيا وتُعزف الآن فى حفلات الأعراس الشعبية.