◄ اللواء عادل زكى: العنصر البشرى والقيادة تحت تأثير المخدرات وراء معظم الكوارث ◄ اللواء علاء الدجوى : النقل النهرى يحد من الحوادث ويقلل الخسائر البشرية والاقتصادية
دماء تسيل .. ضحايا ومصابون بالآلاف .. خسائر بالمليارات سنويا.. والفاعل دائما إما رعونة السائقين وعدم التزامهم بقواعد المرور، أو تردى شبكة الطرق ، حسبما ذكر مسئولون أمنيون بوزارة الداخلية. فمصر تعد من بين أسوأ 15 دولة فى العالم من حيث ارتفاع معدلات حوادث الطرق التى تؤدى إلى الوفاة ، ودائما ما يكون العنصر البشرى، والقيادة تحت تأثير المخدر السبب وراء معظم الحوادث، حسبما صرح اللواء عادل زكى مساعد وزير الداخلية للمرور المركزى ، مؤكدا فى تصريحات خاصة ل» الاهرام» أن حملات الكشف على سائقى المركبات، وخاصة النقل والسرفيس، مستمرة على مدى ال 24 ساعة، حيث تم الكشف خلال الأشهر الستة الماضية بالتعاون مع وزارة الصحة، على ما يقرب من 7 آلاف سائق بينهم 1311 حالة إيجابية و5621 حالة سلبية ، ويتم على الفور اتخاذ كل الاجراءات القانونية حيال من تثبت قيادته تحت تأثير المخدر. وتعد حادثة طريق الفرافرة بالوادى الجديد شاهدا على تصادم مروع بين سيارة ميكروباص مع أخرى نصف نقل ، والتى راح ضحيتها 22 شخصا من العاملين بإحدى المزارع بالفرافرة ، وأصيب آخرون ، وتبين أن السرعة الزائدة وراء الحادث. وبحسب الاحصائيات فإن عدد حوادث الطرق فى مصر قارب من 14 الف حادث فى عام 2015، بزيادة قدرها 1% على العام السابق ، وقدرت الخسائر المادية التى خلفها هذا العدد الهائل من حوادث السير بمليارات الجنيهات ، وبلغ عدد ضحايا تلك الحوادث على مدى العام الماضى قرابة 25 الف شخص بين قتيل ومصاب. مسئولية مجتمعية وبسؤاله عن سبب الكم الهائل من حوادث الطرق ، علق المهندس كمال المنجى وكيل أول بوزارة النقل الاسبق قائلا «إن حوادث الطرق مسئولية مجتمعية وليست مسئولية جهة معينة، وإن السبب الرئيسى فى ارتفاع نسبة الحوادث على الطرق يرجع إلى سلوكيات المواطنين الخاطئة والقيادة تحت تأثير المخدر لسائقى السرفيس» وأشار إلى أن هناك طرقا كانت تسمى ب«طرق الموت» مثل «طريق القاهرةأسيوط الغربى ، طريق العين السخنة ، طريق القاهرة - بنها - طنطا الزراعي» وتلك الطرق تم تطويرها ورفع كفاءتها وبالتالى انخفضت نسبة الحوادث فيها. وقال: إن السرعة الزائدة وانعدام الرؤية نتيجة عدم وجود اضاءة كافية بالطرق ولوحات تحذيرية ، بجانب عدم وجود نقط مرورية أو إسعاف من أهم أسباب الحوادث، ثم القيادة تحت تأثير المخدرات وضعف التوعية المرورية ، لذلك فإن تفعيل قوانين المرور وتغليظ العقوبات يمكن أن يكونا بين أهم طرق معالجة هذه المشكلة. ويضيف: أن البعض يرى أن تحسين جودة المواصلات العامة يمكن أن يسهم بصورة كبيرة فى تقليل الكثافة المرورية، وبالتالى تقليل حجمِ الحوادث. النقل النهرى وبدوره ، أكد اللواء علاء الدجوى مساعد وزير الداخلية لمرور القاهرة أن معظم حوادث الطرق داخل المدينة معظمها يرجع الى السرعة الزائدة ورعونة سائقى السرفيس وعيوب بالطرق ، فلابد من استخدام النقل النهرى فى نقل البضائع بدلا من النقل الثقيل لما تسببه من حوادث كثيرة على الطرق ، وأن حوادث الطرق تكبد الدولة خسائر فى أرواح البشر وخسائر اقتصادية تقدر بالمليارات سنويا. وأشار الى أن احصائية العام المنصرم سجلت معدلا مرتفعا عن الاعوام السابقة فى عدد الوفيات والمصابين والتلفيات ، وبحسب آخر احصائية فإن إجمالى حوادث الطرق بشوارع العاصمة فى عام 2015 بلغ 1543 حادثة تصادم ، وأسفرت عن وفاة 671 شخصا واصابة 1332 وتحطم 2272 سيارة. وأوضح مدير المرور أنه منذ الاول من شهر يناير وحتى 31 يونيو من العام الحالى ، وقعت 766 حادثة تصادم راح ضحيتها 52 متوفيا وأصيب 550 شخصا ، والتى وقع معظمهم بمحورى العروبة وكوبرى 6 أكتوبر، لافتا إلى أن 33% من إجمالى الحوادث بالقاهرة تقع بالمحورين سالفى الذكر. أزمة الطرق وحسبما قال خبراء أمنيون فإن أزمة الطرق فى مصر تنقسم إلى 3 مشكلات، الأولى والأهم عدم وجود شبكة طرق مطابقة للمواصفات وتدنى خدمات السلامة والإسعافات الأولية، والثانية غياب الرقابة وعدم تطبيق قانون المرور، والثالثة العنصر البشري. ويكمن الحل فى تحسين الطرق السريعة والرئيسية، ورفع كفاءتها، بجانب تطوير منظومة السكك الحديدية والمترو، حيث إنها شريان أساسى لنقل المواطنين، والعمل على توفير قطارات سريعة متطورة، وفق معايير السلامة والأمان. وفيما يخص العنصر البشرى يتم تأهيل السائقين بشكل جيد، ووفقًا لقوانين المرور الدولية وعدم منح رخصة القيادة إلا بعد دورة تدريبية لكل سائق، خصوصًا سائقى الأجرة الذين يعتبرون مصدر الخطر، وتغليظ العقوبات وتشديد الإجراءات الأمنية على الطرق السريعة، وتوفير نقاط إسعاف على هذه الطرق بشكل مكثف.