تراث الاسكندرية المعماري يعتبر من أجمل ما صمم ونفذ كبار المعماريين من فرنسا وايطاليا وبلجيكا ومختلف دول أوروبا علي مر القرون ال20,19,18 ويتضمن العديد من المنازل والمساجد والقصور والفيلات التي تتزين بها أحياء المدينة المختلفة. هذا التراث الذي تم تسجيله بمنظمة اليونسكو كتراث حضاري للانسانية يتعرض هذه الايام وخاصة في ظل الانفلات الأمني والغياب التام لأجهزة الرقابة الحكومية لحملة شرسة تستهدف محوه واستبداله بالأبراج الخرسانية القميئة التي لا تمت الي الجمال بصفة سعيا وراء المكاسب الهائلة من بيع الأراضي والبناء عليها. وآخر هذه المحاولات هدم فيلا( أوجيون) بمنطقة وابور المياه بوسط المدينة والتي ترجع تاريخها الي عام1922والتي قام بتصميمها المعماري الفرنسي( أوجست بيريه) والتي تصنف المحاكمة علي مستوي العالم كتراث معماري فريد يعتبر مزارا حضاريا في مختلف دول العالم. وعن هذه المحاولة أو الجريمة تقول الدكتورة دينا سامح طه المدرس بكلية الهندسة قسم العمارة جامعة الأسكندرية وعضو الأمانة الفنية للحفاظ علي التراث بالمحافظة: إن هذه الفيلا بناها المعماري الفرنسي العالمي لتكون سكنا لعائلة( جوستاف اوجيون) وللمصادفة هو مالك العقار الذي تم اتخاذه مقرا لمؤسسة الأهرام بالاسكندرية10 طريق الحرية كما قام المصمم الفرنسي بانشاء3 مباني بالاسكندرية هي فيلا أجيون بميدان وابور المياه والتي تتعرض حاليا لمحاولة هدمها ومبني لاسرة أجيون( مقر الأهرام حاليا) ومبني آخر لعائلة علي يحي بك. وتتضمن هذه الفيلا تصميمات فريدة لاول مرة بتصميم3 مستويات للاعمدة ومستوي للكمرات ومستوي الحوائط. كما استخدم الطوب الأحمر كعنصر زخرفي لأول مرة واستخدم لأؤل مرة أيضا كاسرات الشمس حول الرواق الرئيس والقبة المشهورة بالجهة الشرقية, اضافة الي استخدامه للخرسانة سابقة التجهيز. وتضيف الدكتورة دنيا سامح أن عمليات بيع الفيلا مستمرة من مالك لآخر حتي فوجئنا بمحاولات للهدم تتم في سرية تامة وقامت البلدوزرات بالفعل بتحطيم عدد من الأعمدة الحاملة للواجهة والقبة وتدمير حمام السباحة, وقد قامت مجموعة من المهتمين بالتراث المعماري والحضاري بوقفة امام المبني ومناشدة للدكتور اسامة الفولي محافظ الاسكندرية والقنصل الفرنسي للعمل علي وقف هذه الجريمة وترميم المبني واعادته لسابق عهده حتي نحافظ علي تراث المدينة الحضاري والهندسي.