الإحباط..شعورإنساني طبيعي..يتعرض له من تسربت آماله..أما أن يتحول الإحباط إلي يأس..فهنا مكمن الخطر!!لقوله تعالي ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القومالكافرون مشكلتنا أننا ننسي لماذا خلقنا؟واننا لسنا في الجنة..إننا في الدنيا.. إنها ليست الغاية ولكننا في طورالأمتحان لينجح كل منا بمفرده لنتخرج فيها ويتبوأ كل منا مقعده بقدر درجاته! يقول تعالي أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متي نصر الله ألا إن نصرالله قريب وعلينا ان نجتازأمتحانات صعبة تحيرفيها الرسل أنفسهم من تأخرالنصر! فنحن الآن في أمتحان اليقين في النصر ألم يلق أصحاب الأخدود المؤمنون في النارأحياء؟ألم يعذب كفار قريش المسلمين حتي نصرهم الله؟!ألم يعاني مناصروا الأنبياء وأهل الحق من أذي الكفار وأهل الباطل في كل زمان ومكان حتي يستشهدوا أوينصرهم الله؟! فبأي منطق يريد احدنا ان يستثني من هذه القاعدة العادلة بين البشر؟!! لقد قال تعالي إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداعليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن فهل الله تعالي عرض الشراء علي بعض المؤمنين فقط؟!!لابد ان يتعرض كل منا في حياته لموقف يستلزم ان يضحي بحياته وما يحب انتصارا لله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين للمحبطين والمستيئسين..ما مدي جهادنا وصبرنا إذا ما قورنا بالرسول والصحابة, الذين ثابرواعلي حصارهم ثلاث سنوات خارج بيوتهم في شعاب مكة حتي اضطروا لأكل أوراق الشجر وربط بطونهم بالحجارة من الجوع! وأين نحن من أختبارات المؤمنين في جيش طالوت وفيهم نبي الله داوودعندما كادوا يموتون عطشا فلماوجدوا نهرا اشترط ألا يشربوا غيرشربة واحدة ومن يزد يخرج من ملته فكان مصيرمن عصي التسمم؟!وأين نحن مما لاقاه المسلمون من حصار المدينة يوم الأحزاب حتي تشكك كثير منهم بوعدربهم إذجاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجروتظنون بالله الظنونا.هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا.وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ولهذه الابتلاءات حكمة بالغة لتظهر حقيقة ما في القلوب من إيمان ويقين بوعد الله مهما تكن الهزائم المرحلية ولفضح المدعين والمنافقين ومزعزعي العقيدة الذين يعبدون الله علي حرف إن كسبوا رضوا وإن خسروا انهاريقينهم ومن الناس من يعبد الله علي حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا والآخرة. ولاجتياز هذا الامتحان علينا ان نسأل أنفسنا بصدق..ما هدفنا ونيتنا فيما أقدمنا عليه؟ مكاسب و أنتصارات شخصية كتحسين ظروف عملي او غيره؟ أم لتحسين ظروف البلد لأولادي؟أم لنصرة حزبي اوجماعتي أو...؟أم لرفع الظلم عن المستضعفين؟أم لإنقاذ البلد من الفساد ؟أم لقول كلمة الحق للحاكم الجائركأفضل جهاد مرضاة لله تعالي؟ بأختصار..هل هدفك دنيوي أم لله تعالي؟!إذا كان هدفك تحقيق حياة دنيوية افضل لك أولأسرتك اوجماعتك اوحتي بلدك فقد يلحقك اليأس وتسعي حتي للهجرة!أما إذا كانت نيتك وهدفك خالصا لوجه الله ولرفع الظلم عن المظلومين بدون أنتظارقطف أوخطف ثمار..فلماذا تحبط أو تيأس مهما تأخر النصر..فأنت قد أديت ماعليك ونلت درجة ومقام المجاهدين المخلصين بالفعل..أما تحقيق الأهداف سوف يأتي لامحالة عاجلا اوآجلا إذا استمرالصدق والصبرعلي الجهاد واليقين في الله تعالي الذي تعهد بذلك فقال فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصرالمؤمنين ولنتذكرإن معظم الأنبياء والصالحين والثواروالمجاهدين استشهدوا قبل قطف الثمارالدنيوية التي لم تكن هدفهم, ولذلك يقول المصطفي إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها فليفعل فالعبرة بالأعمال وليس بالنتائج. لماذا اليأس ونحن فئة صغيرة يحاربها من يملك قوة المال والسلطة والسلاح ؟!فلا تنظر إلي عدتهم وعدادهم لكن أنظر أين الحق؟! فمن معه الله الحق منتصر بلا أدني شك فالاختبار أن توقن أن الله أكبر! إذا كنا في مرحلة تتوقف الأمور عندها عند بدائل لا ترضينا جميعها فإنها ليست نهاية المطاف وليس مدعاة للإحباط فهناك فقه الممكن فما لا يدرك كله لا يترك كله فعلينا أختيار أقل الضررين ولا نعود لماقبل ثورتنا ولنتعلم من المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما قبل الممكن في صلح الحديبية بشروط ظالمة مما أثار غضب المسلمين حتي كادوا لا يطيعون امر المصطفي بالذبح والحلق لتأجيل حج البيت للعام المقبل وكاد بعضهم ان يظن بوعده الظنون!وجاءهم نصرالله و الفتح ودخلوا مكة فاتحين بعد مرورعام ونصف العام فقط علي المعاهدة الظالمة رغم ان مدتها10 سنوات علينا ألا نترك كثرة الباطل يورثنا الإحباط والاستسلام لعدم المشاركة وتكملة المشوار كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين والتاريخ القديم والحديث شاهد, يقول تعالي وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة وأكبر القوي هي قوة القلوب المؤمنة بالحق التي تتغلب علي ما عداها من قوي فلتكن مواجهة للقلوب عبرالدعاء.فالدعاء سلاح المؤمن وهوالعبادة وهو يقيننا بالله. فلا تستهينوا بالدعاء وادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة..فقلب المؤمن قوي بالحق وقلب الفاسد ضعيف بالباطل ولقد نصر الله تعالي رسولنا علي أعدائه بالرعب بأن قذفه في قلوبهم.ولا ننسي كيف ان ثورتنا ومع سلميتها وعفويتها هزت عروش الباطل وزلزلت الأرض من تحت أقدامه بعد أستبداد طال أمده.ماعلينا إلا أن نستكمل الجهاد للإصلاح بلا يأس فمجرد ثباتنا واستمرارنا هو فوز في طريق نصرة الحق! لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.