فشلت النخبة المصرية بكل تياراتها وطوائفها في إدارة المناخ السياسي في مصر بعد ثورة يناير.. انقسمت تيارات النخبة ودخلت في صراعات ومعارك أدت إلي وجود إنقسام حاد وصدقت المقولة الشهيرة القديمة ان المصريين اتفقوا علي الا يتفقوا.. كانت أخر معارك النخبه وانقساماتها التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة ما حدث بين مجلس الشعب ونادي القضاه.. إن خلاف الرأي بين هذه المؤسسات شيء وارد يمكن الإختلاف حول مشروع قانون أو حكم من الأحكام أو قضية من القضايا أو مناقشة موضوع ما في مجلس الشعب ولكن الشيء الغريب هو لغة الحوار التي دارت في هذه المعركة بداية بالإتهامات وإنتهاء بالتهديدات كانت الصورة مؤلمة للغاية خاصة إذا تصورنا ان هناك مئات الفضائيات التي تنقل هذه المعارك علي الهواء مباشرة حيث يراها العالم الخارجي ويتحسر علي ما آلت إليه احوال المصريين في أعلي سلطاتهم.. وآلاف الشباب الذين نلومهم وهم يستخدمون لغة في الحوار تشبه الأغاني الهابطة التي انتشرت في العهد البائد.. من حيث الأسلوب كانت لغة الحوار لا تليق وبالنسبة للأحكام من حق الرأي العام ان يعبر عن غضبه امام حكم هنا أو حكم هناك مادام تعبيرا راقيا لا يمس كرامة القضاء ولا يطعن في مصداقيته.. اذكر اننا خرجنا في مظاهرات صاخبة ونحن طلاب في جامعة القاهرة عام 68 ضد احكام قادة الطيران في النكسة وامر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإلغاء الأحكام وبإعادة المحاكمات امام دائرة أخري.. في تقديري ان الخلاف بين البرلمان ونادي القضاة ظاهرة طيبة وتدل علي مناخ جديد علينا فلم يعد هناك كهنوت يسمي سيد قراره.. ولم تعد هناك قدسية للظلم بكل انواعه ولكن نحن نحمل للقضاء تقديرا خاصا ونضعه في مكانه الصحيح ونقدر مجلس الشعب ونوابه ولا نطلب إلا ان يكون الحوار مترفعا والخلاف علي مستوي النخبة التي كانت دائما من مفاخر مصر التي تعتز بها. استخدام الأسلحة الثقيلة بين البرلمان والقضاه ألحق الضرر بالاثنين معا والمطلوب قليل من الحكمة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة