كان التليفزيون المصري واحدا من أهم روافد المد الغنائي ليس داخل مصر فقط ولكن في المنطقة العربية بأكملها وكانت حفلات الإذاعة والتليفزيون في وقت من الأوقات محل إهتمام عشاق الطرب الأصيل والفن الراقي في الكلمات والألحان والأداء وقت ان كانت للأغنية قيمتها ورونقها وتأثيرها بينما نفتقد الآن دور تليفزيون الدولة الذى يمكنه إنقاذ التردي الواضح للأغنية فهل يتمكن التليفزيون المصري بكل مايملكه من مقومات في الإرتقاء بالإغنية سواء عن طريق عودة ليالي التليفزيون وأضواء المدينة اللذان كانت لهما مساهمات بناءة في تقديم عشرات المطربين والمطربات للجمهور ليواصل دوره التنويري والثقافي والفني الذي نحن في أشد الحاجة اليه في الوقت الحالي .وعن مسقبل الأغنية ودورها في الإرتقاء بالذوق العام كانت هذه اللقاءات مع بعض خبراء الأغنية فى مجال التلحين والكتابة. يقول الموسيقار حلمي بكر إن عودة ليالي التليفزيون وأضواء المدينة شئ مهم جدا فتليفزيون الدولة هو الأقدر علي الحفاظ علي هوية الأغنية المصرية من الضياع ولذلك أطالب صفاء حجازي رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون بتشكيل مكتب فني يكون مسئول مسئولية كاملة عن كل مايبث وينتج علي الشاشة وفي الإذاعة المصرية ويكون ذات فاعلية وله صلاحيات وهدف محدد هو كيفية عودة الإغنية المصرية لمكانتها الطبيعية ويضيف عندما تخلي التليفزيون عن دوره أصبحت الأغنية مثل المناطق العشوائية التي تصدر كل المشاكل نحن في زمن مطرب يرقص ولايغني ومطربة هزالوسط وأطالب قيادات ماسبيرو بالتخلي عن الإسلوب التقليدي في دعم الأغنية وأنا أعرف الظروف المادية الصعبة ولكن لامانع من إستقدام رعاة وشركات خاصة لإنتاج الأغاني بالمشاركة مع التليفزيون المصري ولكن الوضع الحالي صعب ولاتوجد خطط أو رؤية لمستقبل الأغنية وتقديم الأغاني الراقية ويقول أنا علي إستعداد للمشاركة في أي عمل من شأنة الإرتقاء بالأغنية دون التحدث في أي أمور مادية ولكن يجب أن يكون ذلك من خلال منظومة تعمل بأهداف محددة وقواعد ثابتة ويقول الموسيقار محمد سلطان مانسمعة حاليا لايسمي غناء ولكن عك في عك أثر بالسلب علي سلوكيات وأخلاق الناس خاصة الشباب وأتعجب من أصحاب الشأن كيف لايستعينون بالقامات في هذا المجال ومنهم مثلا حلمي بكر وأذكرهم انني علي قيد الحياة ولم أموت لكي يستعينوا بي كواحد له خبرات كبيرة في هذا المجال ويضيف نحن نعيش علي الماضي وهذه كارثة لأننا نحتاج الحاضر والمستقبل ولابد لمصر العظيمة ان تكون قاطرة للفن ككل ومنها الفن الغنائي ولذلك أطالب بتعين وزير إعلام ذو حس فني الأن وإلغاء هذا المنصب كان كارثة ويجب عودة منصب الوزير مهما كانت هناك موانع دستورية حتي تستقر حالة الإعلام والفنون بأكملها ويقول أنا أعرف صفاء حجازي رئيس الإتحاد وهي تمتلك قدرات كبيرة ولديها طموحات ولكن تحتاج الي الدعم المادي والمعنوي لكي تحقق ماتصبو اليه ويضيف قبل عودة ليالي التليفزيون لابد من حل المشكلة من جذورها بحيث يتم تفعيل لجنة الإستماع وإكتشاف المواهب وإنتاج الأغاني ثم يأتي دور العرض أو الحفلات فحفلات التليفزيون تحتاج الي مادة غنائية جديدة وجذابة ومتطورة ونحتاج الي رؤية متكاملة وينبغي ألا يكون المال هو كل شيئ وأنا طول عمري في خدمة بلدي وفن بلدي ولاتوجد لي أي طموحات ومستعد لتلبية أي نداء في هذا الشأن دون الكلام علي الإطلاق في الماديات خاصة ان مصر لها الفضل علينا جميعا ويجب رد الجميل إليها فهي صاحبة الفضل علي كل النجوم وأنا مع عودة ليالي التليفزيون بشرط تقديم أغاني جديدة بشكل قوي يعيد لنا الذكريات الجميلة ولدينا مطربين ومطربات جيدين ولكن يحتاجون للنصح والإرشاد والتوجيه خاصة إننا نعيش في زمن فن التهريج والتردي والفوضي ولذلك ضاعت الأغنية ولابد من البحث لعودتها مرة أخري لجمهورها المتعطش للكلمة الجميلة التي كانت مصدر إلهام للشعوب العربية بأكملها. ويقول الموسيقار صلاح الشرنوبي لاتوجد أغنية حاليا تليق بمكانة مصر وهناك تراجع واضح في مجال الفن الغنائي بعد ان كانت مصر رائدة في الأغنية الشرقية وأنا لاألوم النجوم في مطالبهم المالية فالوضع أصبح عرض وطلب ولكن لابد أن ينظر نجوم الفن في كل عناصره إلي تقديم ماهو ذات قيمة وأيضا لامانع من المساهمة بشكل أو بأخر في أي عمل من إنتاج التليفزيون المصري كرد للجميل لهذا الصرح العملاق الذي يعود له الفضل في إكتشاف وظهور العشرات بل المئات من النجوم ويضيف نحتاج الي مسئول واع يسند اليه ملف الأغنية بالكامل مثل الراحل وجدي الحكيم الذي كانت له بصمات واضحة في هذا المجال لأن ويقول ان القطاع الخاص دمر الأغنية فهمه الأول والأخير الربح والربح فقط وأرى أن عودة ليالي التليفزيون وأضواء المدينة ضروري بشرط الإنتظام والإستمرارية وتقديمها بشكل جذاب. ويقول الموسيقار الموجي الصغير ان عودة ليالي التليفزيون سيكون له مردود إيجابي سواء من ناحية إكتشاف المواهب أو المساهمة في الإرتقاء بالأغنية يكون بالتناوب مع برنامج أضواء المدينة وان يتم بثه كل مرة من محافظة مختلفة ولابد هنا أن يدرك أهل الأغنية أن دورهم في عودة الأغنية المصرية لمكانتها الطبيعية لايقل عن أي مجال أخر يعمل من أجل بناء الدولة والإنسان المصري وأنا لن أتردد في تلبية أي نداء ودون مقابل مادام ذلك يصب في صالح الأغنية المصرية وبدوره أشار الشاعر مصطفي الضمراني إلى أن ليالي التليفزيون قدمت الكثير من نجوم مصر والوطن العربي وكانت تعتبر جواز مرور للشهرة والانتشار وكان لها بريق خاص . مرجعا ذلك ان ليالي التليفزيون كانت تعتمد في ذلك الوقت علي لجان الاستماع التي تضم كبار الملحنين التي يجب ان يمر عليها المطرب وتعتمده ، هذا بالإضافة إلي لجان النصوص التي تضم الشعراء والتي تقوم بدورها في اعتماد الشعراء الجدد. وشدد الضمراني علي انه لكي تعود ليالي التليفزيون يجب ان يخصص التليفزيون ميزانية خاصة قيمة لإنتاج اغاني، وتبني المواهب من ملحنين ومطربين لإفتقاد لجان النصوص والاستماع ومن خلال هذا ستأتي النهضة الغنائية وتعود ليالي التليفزيون من جديد . من جهته أعرب المؤلف تامر حسين عن أسفه في افتقاد التليفزيون الدور الفعال في الريادة الذي كان يشتهر بها خلال حفلات ليالي التليفزيون حلم اي مطرب سواء عربي او مصري في الشهرة والانتشار. مطالبا الدولة ووزارة الثقافة وكل القائمين علي رعاية الفن ان تعيد هذه التجربة الناجحه مرة اخري، مؤكدا علي ان هذا سيكون له رد فعل ايجابى علي الدولة وسبب في تنشيط السياحة بالاضافة إلي الاهتمام بليالي التليفزيون وعودتها سيكون سبب من مصادر الدخل الهائلة .