فلاحة مثل كل الفلاحات فى أى قرية مصرية.. استيقظت صباحا وراحت تدندن: «الحلوة دى قامت تُعجن فى الفجرية».. « مهدودة » من شغل ليلة امبارح ..الله يعينها ، صلت ودعت لأولادها يارب أشوفكم أحسن ناس ، حلبت جاموستها وباعت اللبن وعملت الزبدة وخبزت لقمتها لعائلتها، واستندت بظهرها الى حائط، وراحت تدعى « يارب ادينى القوة »، خرجت بعدها تحمل مشنتها إلى الغيط تحصد محصولها الذى شقيت فى زراعته، وعادت قبل « المغربية » على دارها مرضية ، تحمد الله على نعمه. سعاد لا تحمل عقد عمل ولا تتمتع بتأمين اجتماعى أو صحى ، ولا تنتمى لنقابة تحميها وقت الشدة ، وفى شهور الحمل ممنوعة من الإجازات المرضية . وعندما سألتها : « تعبتى ياسعاد» ؟ تبتسم وتقول ببساطة « ده واجبى وده جوزى ودوّل ولادى » .. لست متحيزة لسعاد ولا أندهش من حماسها، فتلك هى مواصفات كل ست مصرية . وكما أثبتت دراسة للدكتورة سلوى العنترى، فإن نوعية النساء اللاتى يعملن فى منازلهن دون كلل ولا ملل، والأهم « بدون أجر» ، ودون انتظار مكافأة ، يتركزن فى الصعيد، إذ يضم 84٪ من عمالة النساء بدون أجر فى الأنشطة الزراعية وتربية الطيور والمواشى والأغنام وجمع المحصول وعمل الزبدة والجبنة والسمنة، و86٪ منهن متزوجات ،وتتراوح أعمارهن بين 20 إلى 49 عاما .