مناوشات بين مسلمين ومسيحيين حدثت فى قرية صفط الخرسا، ببنى سويف، عندما قام مسيحى ببناء منزل داخل القرية، ظن بعض المسلمين بالقرية أنه يقوم ببناء كنيسة دون ترخيص، فقام مجلس مدينة الفشن بوقف البناء لحين التحقق من التصاريح الخاصة بالمنزل. وتم الصلح بين الطرفين على أن من حق المسيحيين إقامة صلواتهم داخل أى منزل بالقرية، ولا يحق للمسلمين تعطيل استخراج تصاريح بناء كنيسة. وبعد أحداث العنف الطائفية التى شهدتها محافظة المنيا بدءا من الكرم بأبو قرقاص ثم كوم اللوفى بسمالوط وأبو يعقوب بمركز المنيا وطهنا الجبل ثم عزبة عاصم، تلك الأحداث شهدت تحركا واسعا من قبل بيت العائلة والمسئولين الأمنيين لإقرار السلام وعودة الهدوء إلى تلك القرى، بدأ التصالح بعزبة عاصم التابعة لقرية أدموا ثم تم التصالح فى النيابة للمتهمين فى أحداث أبو يعقوب، وعاد الهدوء من جديد يخيم على القرية وعادت روح تملؤها المحبة. وأصبحت الدنيا ربيع فى ربيع وقفل لى على كل المواضيع، ونحن نسيج واحد، ويقبل الشيخ القس، والمسلم المسيحى أمام كاميرات التليفزيون وفلاشات الصحفيين، ونحن سمن على عسل وإنتهى الموضوع. فقد تم نبذ العنف والتطرف، والتأكيد على السلامة والمحبة، والحفاظ على حقوق الجوار، التى أوصت بها الأديان السماوية، بالإضافة إلى حقوق المواطنين والحفاظ على استقرار الوطن. لا أيها السادة لم ينته الموضوع بعد ولن ينتهى، ولا يجب أن ينتهى بمثل هذه الجلسات العرفية، وبتدخل الشرطة وبيت العائلة، إن أردتم أن تخمد الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر. فبداية يجب أن نعترف أن المسيحيين لديهم شعور بانهم مضطهدون ولا يحصلون على حقوقهم، ويجب على الدولة وذوى الأمر العمل على ازالة هذا الشعور، سواء كان صحيحا أو غير صحيح. أما بداية إزالة هذا الإحتقان، فيكون أولا بإصدار قانون بناء وترميم الكنائس فى مصر، لمنع تكرار الاشتباكات بين مسلمين والمسيحيين كلما هم مسيحى ببناء بيت إتهمه المسلمون بانه يبنى كنيسة، وأظن لو سمح لهم ببناء كنائسهم ما تحايل بعضهم ببناء الكنائس على هيئة منازل. ثانيا: يجب أن يتوقف تماما موضوعات جلسات الصلح العرفى كلما قامت فتنة ما بين الطرفين، فهذا ليس اختصاص المشايخ والقساوسة وبيت العائلة، ولكنه اختصاص القضاء والقانون الذى يجب أن يطبق وبحسم على الجميع، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه، فان غياب العدالة يؤدى لتكرار الأحداث دون رادع. وقد كتب أحد أصدقائى المسيحيين على صفحته على الفيسبوك عقب أحداث المنيا الأولى، وظيفة خالية: مطلوب بابا لمسيحى مصر، وكأنه يريد أن يقول أن البابا لايحمى المسيحيين فى مصر، وهذه ليست وظيفة البابا، لأن منصبه دينيا، وعلى المسيحى صاحب الحق أن يطلب حقه من الشرطة والقضاء كالمسلم تماما وليس من البابا. وكم كنت أتمنى عندما يحدث نزاع ما بين مسلمين ومسيحيين، الا يكون محامى الكنيسة هو محاميهم، بل أتمنى أن يتولى محامى مسلم الدفاع عنهم سواء متبرعا، أو يكونوا هم من وكلوه، بعيدا عن محامى الكنيسة، حتى لا نعطى للخلافات بعدا دينيا، وهى ليست كذلك دائما. ثالثا: ألم تلاحظ الدولة أن بؤرة الأحداث الطائفية، والتعصب سواء من هنا أو من هناك يظهر دائما من المجتمعات التى ينتشر فيها الفقر والجهل والتخلف، ويجب على المسئولين الإهتمام بهذه المجتمعات المهمشة فى الصعيد. ونحن على يقين أننا لو طبقنا هذه البنود ستختفى من مصر كلمة "فتنة طائفية" وهو ما نتمناه. لمزيد من مقالات جمال نافع