فى أول مشاركة لمصر بأولمبياد البيولوجى فاز الطالب أحمد جادو من مدارس المتفوقين بالميدالية البرونزية فى هذه المسابقة الدولية والتى اختتمت فعالياتها فى دولة فيتنام كما فاز منذ أيام الطالبان سامي محمد ومحمد الشرنوبي بميداليتين برونزيتين في أولمبياد الفيزياء التى أقيمت بسويسرا كما حصل الشرنوبى على منحة بقسم الفيزياء بجامعة ناجويا باليابان وسامى على منحة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. تلك المسابقات الدولية والتى تقام على مستوى طلاب المرحلة الثانوية على مستوى العالم فى العلوم والرياضيات والروبوت هى بمثابة مؤشر لمستوى التعليم بمختلف دول العالم ومجال لتنافس الشعوب حول مدى تميز طلابها علميا مثل البطولات الرياضية حيث تحصد الصين وكوريا واليابان والولايات المتحدة وروسيا المراكز الأولى أغلب المسابقات كما أنها تعد من الفرص الكبرى للطلبة للحصول على المنح التعليمية بالجامعات المرموقة. وحيث لم تشارك مصرفي هذه الأولمبياد الذي تعقد منذ أكثر من نصف قرن إلا مرات قليلة فإن هذه النتائج التى حققها الطلبة بجهود بسيطة من مؤسسات المجتمع المدني ربما تستدعى المزيد من اهتمام الدولة والهيئات المعنية بملف التعليم فى مصر. وعن تجربة خوض أولمبياد الفيزياء يقول محمد الشرنوبي إن المشتركين معنا من البلدان الأخرى، خضعوا لتدريبات أكبر بكثير من التي أتيحت لنا، فالدول الأخرى لديها مركز اولمبياد خاص بالعلوم، يخضع لإشراف مباشر من حكوماتها، ويقوم المركز باختيار أفضل 50 طالبا من مجموع مدارسها، ومن ثم تدريبهم جميعا على خوض مسابقات الاوليمبياد، لمدة عام كامل، ثم يتم اختيار 5 من المتقدمين لتلقي تدريب مكثف لتمثيل دولتهم. أما سامي محمد فيقول كنا نذهب لتلقي تدريبات خوض الاوليمبياد ،بالتزامن مع الإعداد لامتحانات الثانوية العامة، مضيفا أن بعض الدول تعفي طلابها الحائزين علي ميداليات اولمبياد من الخضوع لامتحانات الثانوية، نظرا لدراسته منهج أكبر من مرحلته الدراسية وتفوقه فيها، بدلا من شغل الطالب بأعباء أكبر، فبينما يكون علينا التجهيز لخوض مسابقات الأولمبياد، والإعداد للسفر، وحضور تدريباته، يكون علينا استذكار دروس الثانوية والتجهيز لخوض امتحاناتها بدلا من التفرغ للمادة التي نحبها ونرغب في التخصص فيها، قائلا ندرس في مدارس stem للمتفوقين التابعة لوزارة التربية والتعليم والتى بالرغم من ذلك غير معترف بها بشكل كامل بوزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، ولقد عانينا خلال الفترة الماضية بسبب امتحانات الثانوية واستعدادنا للمسابقة الدولية، كما أن التدريبات لم تكن خاضعة لبرنامج معد مسبقا، ،كما لم تكن المعامل مجهزة بشكل كافي، ناهيك عن اختبارات التأهل التي كانت باللغة العربية علي الإنترنت ،حيث كان علي حل المسائل في ورقة خارجية ثم كتابة النتيجة النهائية في الامتحان. ويقول د.أحمد فرج الأستاذ المساعد بكلية العلوم جامعة بنها ،ومدرب الطلبة الذي سافر معهم كانت مهمتي هي تدريب الطلبة علي حل مسائل معقدة للفيزياء، تحتاج قدرات طالب دكتوراه وليس طالب ثانوية، وكان التدريب عبارة عن 6 ساعات متواصلة في اليوم ولمدة 4 أيام ،وبعدها أقوم بالسفر مع الطلبة، حيث إن بروتوكولات المسابقة، تفرض تواجد المدربين جميعا في غرف منعزلة عن الطلبة لمناقشة الامتحانات، بعد سحب الهواتف ومنع أي طريقة تواصل بين المدربين والمتسابقين،ونقوم بتصحيح نسخة من الإجابة ،ومقارنتها مع نتيجة النسخة الأصلية بعد ذلك للتأكد من صحة النتائج وشفافية التقييم،المسابقة تضم 500 طالب من بلدان العالم المختلفة ، وعلى الرغم من أن المسابقة تعقد منذ 50 عاما فمصر لم تشارك بها سوي مرتين ، واستطعنا تحقيق برونزية في العام الثاني رغم ضعف الإمكانات والتدريب حيث ترعى الدول الأوروبية والآسيوية متسابقيها بشكل مباشر وليس من خلال منظمات المجتمع المدني كما يحدث عندنا فى مصر. ويضيف د.فرج أن كل الطلبة الذين دربتهم وليس الفائزان فقط ، لو أتيحت لهم فرص للدراسة في أماكن أفضل، أو تم توفير منح دراسية لهم، فمن المؤكد أن خارطة مصر العلمية والإقتصادية ستتغير كثيرا للأفضل. مروة سعودي مسئولة اللجنة المنظمة للأولمبياد تقول شاركنا هذا العام فى كل المسابقات العلمية مع 108 دوله أخرى وأحرزنا 3 ميداليات برونزية خلال فترة إعداد وتأهيل وجيزة جدا وبإمكانيات قليلة بالمقارنة مع الدول الأخري. أما نيرمين أبو جازية المدير التنفيذي لمؤسسة الألفي والراعية للمتسابقين المصريين، فتقول نسعى لدعم الطلبة الموهوبين في العلوم والتكنولوجيا حيث أعلنا عن منح دراسية بالتعاون مع الجامعة الأورومتوسطية فى مجال ريادة الأعمال كما نوفر منحا للدراسة في مصر أو الخارج ولقد حرصنا على دعم ورعاية المتسابقين فى أولمبياد العلوم والروبوت لكننا نناشد الدولة أيضل الاهتمام بهذه الفرق حيث لم نتلقى أى دعم سوى كلمات التهنئة، وهي بالطبع لا تكفى.