اللهم اكفنى شر اصدقائى اما اعدائى فأنا كفيل بهم» والصديق الوفى من المستحيلات الاربعة وقديما قالوا «احذر عدوك مرة وصديقك الف مرة» ووقعت ملايين الجرائم التى يندى لها الجبين وتفوح منها رائحة الخسه والندالة ابطالها اصدقاء تلفحوا بالخيانة والغدر وازهقوا ارواح من عاشوا فى كنفهم سنوات طوالا. ولكن عندما يزهق الصديق روح صديقه الوحيد ليلة زفافه ليسرقه فهذا يؤكد ان الصديق قنبلة ممكن ان تقتل من يقترب إليها فى أى لحظة وهذا ماحدث للشاب «عمرو الذى ارتدى الكفن الابيض ليله زفافه بدلا من بدلة العرس». تعلقت الزينات والانوار وانطلقت الزغاريد من القلوب المشتاقه للفرح فى الحى الشعبى بالخصوص وتزاحم الاهل والجيران فى منزل عائله العريس لمساعده امه فى اعداد الاطعمه وضحكات بطعم الفرح ترتسم على وجه شقيقاته فقد جاء اليوم الذى حلموا به كثيرا بأن يروا شقيقهم الوحيد «عمرو» وهو يجلس مع عروسه فى الكوشة وهن يلتقفن حوله والاب مشغول فى تجهيز سرادق الفرح بينما جلست ام العريس فى ركن منزو من المنزل وانهار من الدموع تنساب على وجنتيها بعد ان خرج ابنها العريس لشراء بعض متطلباته قبل ان يتوجه الى صالون الحلاقه المجاور لمنزله لتصفيف شعره. بمجرد ان خرج العريس من بيته احست الام بأنه لم يعد وانه راح بلا رجعه ودار بداخلها حوار بأنه اليوم الاخير فى حياه عمرو وبعد ساعات سوف تتحول الزغاريد الى صراخ وعويل وكأن ملك الموت اشفق على الام الثكلى من هول صدمة موت ابنها فجأه فحام حولها لينشر رائحة موت فلذه كبدها كى تستعد لرحيله وتراص النسوة من حولها وكلمات بطعم الفرح تخرج من ألسنتهن بأن ذلك اليوم الذى تنتظره أى أم وما الذى يبكيها وهو سوف يسكن معها فى البيت فهو لم يفارق عينيها ساعة واحدة ولم تسمع الام حرفا واحدا من كلام الحشد الذى تجمع حولها ومرق امامها صورة ابنها وهو محمولا على الاكتاف وهى تسير خلفه وتحمل ثرى الارض على راسها لفراقه ومرت ساعات غيابه عنها كالدهر وارسلت ابناء اعمامه للبحث عنه فهو خرج مع صديقه الوحيد منذ ساعات ولم يعد. تسلل الخوف الى قلب الام المكلومه ونشرت كل شباب عائلتها فى منطقة الخانكة للبحث عنه حتى اسدل الليل استاره وجلست العروس فى الكوافير تنتظر فارس احلامها وحضرت الفرقه الموسيقية لاحياء حفل العرس وجاء المعازيم إلا ان العريس قد غاب وزاد الطين بله عندما تبين ان هاتفه المحمول مغلق وتيقنت الام الثكلى ان مكروها حدث لابنها وخاصة عندما حضر صديقه فى المساء لحضور حفل العرس. واكد ان العريس اشترى كل طلباته منذ ساعات واخبره انه سيعود للمنزل لمشاركة ابيه تجهيز سرادق العرس وانخرط الصديق الخائن فى البكاء المزيف بزعم الخوف على تأخير صديقه العريس وشارك اهله فى رحله البحث عنه ولم يدر بخلد احد انه قتله ودفن جثته داخل منزله من اجل المال. «عمرو « 27 سنة عامل افترش سنوات عمره بالطموح والامل ولكن دائما الرياح تأتى بما لاتشتهى السفن فقد وقف فقر اسرته حجر عثر فى طريق استكمال دراسته وتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبا او مهندسا ونزل لسوق العمل منذ نعونه اظافره حتى اشتد عوده وبلغ السادسة والعشرين من العمر وقرر الزواج بعد ان اسس شقه الزوجية بعرقه وانتهى من زواج شقيقاته الثلاث الا ان يد الغدر قتلته ليله زفافه حيث ازهق صديقه الوحيد «خالد» روحه الطاهره لسرقته وبعد جهود مضنيه من البحث والتحرى كشفت المباحث سر اختفاء عمرو ليله زفافه وتمكنت من القبض على الجاني. وبدأ «خالد» القاتل بدم بارد وقلب ميت يشرح امام العميد عبد الله جلال مفتش مباحث القليوبيه طريقة تخلصه من عمرو، قائلا فى هذه الليله كان زفاف عمرو وطلب منى مساعدته فى شراء بعض مستلزمات العرس الخاصه به، وبالفعل اوهمته بأننى اشتريت كل ما طلبه، وان هذه الاشياء موجودة فى منزلى واقنعته بأن يأتى معى لمساعدتى فى تنزيل هذه الاشياء، وطبعا كنت قد اعددت العدة لقتله من أجل الحصول على أمواله، وبالفعل استدرجته إلى منزلي، وما إن دخلنا من باب الشقة، قلت سوف أذهب للمطبخ لتحضير كوبين من الشاي، وعندما دخلت المطبخ امسكت بسكين وقمت بطعن عمرو عدة طعنات ليفارق بعدها الحياه،ولم اعط لنفسى أى فرصة لتوسلاته أن اتركه، ففى هذه الليلة بدلا من أن يزف إلى عروسه زف فى كفنه، وعندما تأكدت أنه فارق الحياة أخذت منه 4750 جنيها وهاتف محمول كان بحوزته. بعدها جلست افكر كيف اتخلص من جثته حتى توصلت إلى فكرة شيطانيه بأن أحفر حفرة فى صالة شقتي، بالطابق الأرضي، وأضع فيها الجثة، فقمت بتكبيل القدمين واليدين والرقبة من الخلف. وبعد الانتهاء من ذلك ذهبت إلى منزل عمرو أسأل عنه بشكل طبيعي، ولكن شقيقه قال لى منذ أن خرج معك لم يعد حتى الآن، ومع تأخر عمرو الزائد بدأنا نسأل عليه عند اصدقائه، وتظاهرت بين اسرته بمدى قلقى عليه. وبعد فترة من البحث عن عمرو قالى لى شقيقه عصام أن آخر شخص كان معه انت، وتظاهرت بأننى لا أعرف مكانه، ودبت بينا مشاجرة، وتقدم ببلاغ فى قسم شرطة الخانكة باختفاء شقيقه عمرو واتهمنى بأنى أعرف مكانه. وتم أخطار اللواء سعيد شلبى مدير أمن القليوبية بالواقعة فإنتقل اللواء أشرف عبدالقادر مدير المباحث لشقة المتهم وتبين وجود جثة المجنى عليه مدفونه بصالة الشقه وتمكن المقدم محمد سعيد عرفان رئيس مباحث القسم من ضبط المتهم.