فاز الكاتب الجنوب أفريقى «ليدودو مالينجانى» بجائزة «كين للكتابة الأفريقية» «Caine Prize for African Writing» فى دورتها السابعة عشرة لعام 2016، عن قصته القصيرة «الذكريات التى فقدناها» «Memories We Lost»، وتم الإعلان عن الجائزة فى احتفال أقيم بمكتبة «بودليان أكسفورد» فى الرابع من يوليو الحالى، لأفضل قصة قصيرة لكاتب أفريقى مكتوبة بالإنجليزية، والقصة منشورة فى العدد الثالث من مختارات القصص القصيرة «رحلة مذهلة» «Incredible Journey» والتى تصدر عن دار برنت ميديا للنشر فى «كيب تاون»، وتتحدث عن معاناة طفلة من مرض عقلى خطير بلسان أختها التى تعمل على حمايتها، وتدور فى إحدى قرى جنوب أفريقيا، حيث لا يتقبل سكانها طبيعة مرض تلك الطفلة ولا يفهمونه، فيتولى رعايتها «نكونزى» أحد الرجال المحليين الذين يستخدمون الأساليب التقليدية فى تخليص الناس من الشياطين. وبحسب سيرة الكاتب الذاتية المنشورة فى «Incredible Journey» فإن «ليدودو مالينجانى» كاتب ومخرج ومصور ولد بإحدى قرى إقليم الكيب الشرقية، ونشأ على رعى الماشية، ثم أصبح مولعاً بالكتابة والصور، ويكتب عن الفن والثقافة والموسيقى والسينما فى «Mail & Guardian»، ولموقع «Africa is A Country» ونشر فى مجلات أدبية مثل «Chimurenga Chronic» و«Prufroc»، كما نشر فى العدد الثانى من مختارات القصص القصيرة «Incredible Journey»، ويعيش حالياً فى «كيب تاون». القائمة القصيرة للجائزة التى أعلنت مطلع هذا الشهر أيضاً ضمت خمسة أسماءهم: «أبدول أدان» (الصومال/كينيا)، و«ليسلى نيكا واريما»، و«توبى فولارين» (نيجيريا)، و«بونجانى كونا» (زيمبابوى)، و«ليدودو مالينجانى» (جنوب أفريقيا). وحضر كتاب القائمة القصيرة مهرجان الجمعية الملكية الأفريقية «أفريقيا تكتب»، فى احتفاليته السنوية الخامسة، والتى ترأستها الكاتبة المصرية نوال السعداوى مطلع يوليو الحالى، التى أعربت عن سعادتها بالمشاركة فى الاحتفالية الخامسة لمهرجان «أفريقيا تكتب»، وقالت: «أفريقيا غنية بالرجال والنساء المبدعين، وبالثروات المادية الجميلة والكنوز التاريخية الفريدة»، وأضافت: «مصر فى أفريقيا، وليست فيما يسمى «الشرق الأوسط» (الأوسط لمن ؟) أنا فخورة بجذورى الأفريقية». جائزة كين للكتابة الأفريقية نافذة جديدة فى القرن الحادى والعشرين، نشأت مع مطلع الألفية الجديدة، وعام 2000، فازت بها الكاتبة السودانية «ليلى أبو العلا» عن قصتها القصيرة «المتحف»، ومُنحت لها جائزة الدورة الأولى فى «معرض زيمبابوى الدولى للكتاب» فى هراري، وتسابق على الجائزة فى دورتها الأولى كُتَّاب من عشرين دولة أفريقية، ما جعلها واحدة من أهم نوافذ العالم الأدبية الجديدة للكتاب الأفارقة، وقيمتها عشرة آلاف جنيه إسترليني. واحتفالية شهر يوليو الحالى أقيمت فى أكسفورد برعاية الجمعية الملكية الأفريقية بلندن، ويدعى المرشحون فى القائمة القصيرة للعديد من المناسبات والفعاليات فى إطار الجائزة. والجائزة أثارت العديد من النقاشات فى بدايتها، من جانب الكتاب الأفارقة الذين رأوا أنها استمرار للسيطرة الغربية على انتاجنا الإبداعي، وتُكرِّس للأنماط والصور التقليدية للأدب الأفريقى المطلوبة غربيا، وأيضاً فى السنوات الأخيرة، حيث رأى البعض أنها قامت بمهمتها، وعلى أفريقيا أن تؤسس جائزتها بنفسها، وهو ما يظهر التأثير الكبير الذى أحدثته الجائزة كنافذة للكتابة الأفريقية المعاصرة، فمعظم الأدباء الأفارقة الشبان والمعروفين فى السنوات الأخيرة ظهروا فى حضور الجائزة، سواء كفائزين أو فى القائمة القصيرة، لخمسة أصوات جديدة سنويا، على مدار سبع عشرة سنة، بالإضافة إلى الفعاليات والأنشطة المصاحبة لها، تحدث الكثير فى الكتابة الأفريقية المعاصرة بجانب الجوائز والمهرجانات الأخري، الجائزة بعد تزامنها مع مهرجان «أفريقيا تكتب» الذى ترعاه الجمعية الملكية الأفريقية بلندن، أصبحت ظاهرة ثقافية أفريقية فى لندن.