كثيرا ما تلاحظ الأم أن ابنها مع بداية العشرينيات من عمره وربما قبل ذلك بسنوات يظهر ميلا شديدا للتمسك بالدمى واللعب القديمة بل ويصر أحيانا على أن يشترى بعض اللعب المشابهة لتلك التى كان يلهو بها أو تجده يغنى أغانى الأطفال ويقرأ فى كتبهم ويحل ألغازهم، ولو سئل عن ذلك تكون الاجابة حتما بأن ذلك يذكره بأيام الطفولة وذكرياتها الجميلة. عندما يصل الطفل الى سن المراهقة تجمع الأم اللعب التى تجدها قديمة وتلقيها جانبا بصفتها أشياء انتهى أمرها ولم تعد ملائمة له بعد أن خرج من عالم الطفولة الى الأبد، أما هو فيريد الاحتفاظ بألعاب الطفولة ويرفض التخلص منها بسهولة، حيث يرجع بذاكرته الى تلك الأيام الخالية من المسئوليات حيث كان محاطا بالكثير من الحب فهو يريد اذن العودة الى ذلك العالم وتكون وسيلته لذلك التقاط بعض الأشياء التى كان يستخدمها فى تلك المرحلة العمرية ويتمسك بها وقد يلعب بها أحيانا. يعقوب الشارونى رائد أدب الأطفال يوضح أن المراهق يعز عليه أن يلقى بالأشياء التى قضى وقتا طويلا وجهدا كبيرا فى جمعها ويجب على الوالدين أن يعرفا أن هذه مرحلة مؤقتة وعلى العموم هذا التصرف يبرز حاجة المراهق للشعور بالأمن والحب، كما تتميز غرف المراهقين بالفوضى والأسرة غير المنظمة والأشياء المكدسة فتشعر الأم بالضيق والضجر وتراودها رغبة بالقاء كل ذلك بينما لا يفرط المراهقون أبدا فيما يجمعونه. دكتور محمد يوسف أبو زيد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يحذر من التخلص بالقوة مما يحتفظ به المراهقون لأن هذه الأشياء تعنى الكثير بالنسبة لهم واذا حدث وألقى الوالدان بأى شىء من هذه المتعلقات فان ذلك يسبب لكل منهم شعورا بالرفض حيث تعتبر ممتلكات المراهق من خصوصياته وهى امتداد لنفسه والاعتداء عليها والتخلص منها يعنى انتهاكا لخصوصياته، ومن الملاحظ أن كثيرين يصرون على الاحتفاظ بكل شئ وأن يواظبوا على الاحتفاظ بذلك مع تقدم العمر بل ويريدون أن يعطوا اللعب لأولادهم بعد ذلك، ومع مرور الزمن تصبح هذه الأشياء رموزا للاستقرار والتوازن ورموزا للحياة الهانئة السعيدة حيث تعطى احساسا بالفردية والتميز ولا داعى لغضب الوالدين مما يرونه زيادة لا داعى لها.. فكل بيت فى العالم لا يخلو من أشياء دقيقة وصغيرة لكنها قيمة جدا ومهمة لأفراد الأسرة وتجمعهم وتوحد بينهم ومثلما يعز على الوالدين أن يتخليا عن أشياء كثيرة يحتفظان بها لمجرد الذكرى يعز على المراهقين كذلك أن يتخلوا عن أشياء بسيطة جدا لنفس السبب.