رئيس جامعة المنيا يشهد حفل ختام الأنشطة الطلابية لكلية التربية الرياضية    غدا.. نقابة الأطباء البيطريين تحتفل بيوم الطبيب بدار الأوبرا المصرية    ماذا قالت إسبانيا بعد قرار إسرائيل تجاه قنصليتها في القدس المحتلة؟    القاهرة الإخبارية: خسائر قطاع غزة تقارب 33 مليار دولار وتهدم 87 ألف وحدة سكنية    وزير الدفاع اللبناني: الدفاع عن الأرض سيبقى خيار الدولة اللبنانية    بوليتيكو: معظم دول الاتحاد الأوروبي لن تقدم على المساس بأصول روسيا المجمدة    الشناوي يثير الجدل قبل نهائي أفريقيا: معندناش مشاكل والصحافة المصرية تصنعها    نجم مانشستر يونايتد يعلن موقفه النهائي من الانتقال إلى السعودية    لاعب ليفربول السابق: صلاح قادر على تكرار إنجاز رونالدو    قرار عاجل من جوميز قبل مواجهة الاتحاد السكندري في الدوري    طلاب الدبلومات الفنية يؤدون امتحاني اللغة العربية والتربية الدينية غدا بدمياط    شقيقة فتاة التجمع: النيابة أحالت القضية لمحكمة الجنايات.. والقرار دليل على إدانة السائق    هل انتهت الموجة الحارة؟.. مفاجآت سارة من الأرصاد للمصريين    الجمعة أم السبت.. متى وقفة عيد الأضحى 2024 وأول أيام العيد الكبير؟    الفيلم المصرى رفعت عيني للسما يحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان بدورته 77    أبرز رسائل التهنئة بعيد الأضحى 2024    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    هيئة الرعاية الصحية تشارك في مبادرة الاتحاد الأوروبي بشأن الأمن الصحي    الأهلى يكشف حقيقة حضور إنفانتينو نهائى أفريقيا أمام الترجى بالقاهرة    مجلس الشيوخ يناقش أموال الوقف ونقص الأئمة والخطباء ومقيمي الشعائر.. الأحد    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    التموين تستعد لعيد الأضحى بضخ كميات من اللحوم والضأن بتخفيضات 30%    مصرع وإصابة 3 أشخاص في الشرقية    بوليتيكو: واشنطن تدرس القيام بدور بارز في غزة بعد الحرب    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    وفاة شقيقة الفنانة لبنى عبد العزيز وتشييع جثمانها اليوم    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    بطولة عمرو يوسف.. فيلم شقو يقفز بإيراداته إلى 72.7 مليون جنيه    هل تراجعت جماهيرية غادة عبدالرازق في شباك تذاكر السينما؟.. شباك التذاكر يجيب    رئيس جامعة المنيا يشهد حفل ختام أنشطة كلية التربية الرياضية    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    قافلة الواعظات بالقليوبية: ديننا الحنيف قائم على التيسير ورفع الحرج    بالفيديو.. متصل: حلفت بالله كذبا للنجاة من مصيبة؟.. وأمين الفتوى يرد    3 وزراء يجتمعون لاستعراض استراتيجيات التوسع في شمول العمالة غير المنتظمة    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    الجيش الأمريكي يعتزم إجراء جزء من تدريبات واسعة النطاق في اليابان لأول مرة    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن منطقة هضبة الأهرام مساء اليوم    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق سيوة - مطروح    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية غدا.. وكيل تعليم الوادى الجديد يوجه بتوفير أجواء مناسبة للطلاب    أخبار الأهلي : دفعة ثلاثية لكولر قبل مواجهة الترجي بالنهائي الأفريقي    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    «العدل الدولية» تحاصر الاحتلال الإسرائيلي اليوم.. 3 سيناريوهات متوقعة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    إصابة 5 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة بسور محطة مترو فيصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد قوات الدفاع الجوى ل«الأهرام»: تحديث «المنظومة» بأرقى الأسلحة فى الترسانة العالمية
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2016

تحتفل مصر والقوات المسلحة يوم 30 يونيو من كل عام بعيد قوات الدفاع الجوي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والمدافع الأول عن سماء مصر وكان ذلك فى مثل هدا اليوم عام 1970 صفحة مشرقة في تاريخ العسكرية المصرية عندما تم اكتمال بناء حائط الصواريخ الذي بتر اليد الطولي للعدو ممثلة في سلاح الطيران الإسرائيلي الذي كان لايكل ولايمل من انتهاك المجال الجوي المصري ، وتنفيذ ضربات في مختلف المواقع والأماكن علي أرض مصر.
وبمناسبة الاحتفال أكد الفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي أن الفترة الراهنة تشهد تعاونا وثيقا مع عدد كبير من الدول الغربية والشرقية، لوجود عقيدة راسخة داخل القوات المسلحة تتمثل في أهمية تنويع مصادر السلاح ، وتطوير المعدات ونقل التكنولوجيا الحديثة وتوفير قطع الغيار اللازمة.
وأوضح أن قوات الدفاع الجوي تراقب بشكل دائم كل ما هو جديد في أسلحة الهجوم الجوي ووسائل الحرب الإلكترونية المتطورة ، ونوه إلي أن الجيش المصري يمتلك أخطر سلاح في العالم وهو الجندي المقاتل الذي يعمل في أصعب الظروف ويواجه مختلف التحديات مهما كان حجمها .
وقال الفريق التراس إن المجال الجوي للدولة المصرية تحت السيطرة الكاملة لقوات الدفاع الجوي التي تعمل في تناغم مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية والقوات البحرية علي مدار الساعة، كما أوضح أن قوات الدفاع الجوي تتميز بامتلاكها أعلي درجات اللياقة والتدريب والكفاءة القتالية المزودة بخبرة الحرب وأن هذا أمر قد يكون مفتقدا في الكثير من الدول.
وفي الوقت نفسه أكد الفريق التراس وجود قوات الدفاع الجوي في شمال وجنوب سيناء وجميع الكمائن ، ووجه رسالة تؤكد الوجود علي كل شبر من أرض مصر .
كما أشار إلي أن دول العالم شهدت لسلاح الدفاع الجوي المصري بأنه يعد أكبر وأعقد سلاح في العالم كله ، وقال إننا نملك العديد من الإمكانيات والأسلحة والمعدات لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا.
وأوضح الفريق التراس أن المتغيرات الإقليمية والدولية والمحلية والمؤامرات التي تحاك لهذا الوطن جعلت لزاماً علي الجميع التكاتف والاصطفاف خلف القيادة السياسية الوطنية الواعية للمحافظة علي الدولة المصرية والعبور بالوطن إلي بر الأمان .كما أن القوات المسلحة ومن منطلق مسئوليتها التاريخية في الحفاظ علي الأمن القومي المصري والعربي تعمل دائماً علي التطوير والتحديث وامتلاك القدرة الرادعة وتكون دائماً علي أهبة الاستعداد للحفاظ علي أمن وسلامة الوطن وترابه المقدس وتساند شعب مصر العظيم في مسيرة التنمية والتقدم .
ويسترسل الفريق التراس قائلا: أود أن أطمئن الجميع بأن سماء مصر لها رجال يواصلون الليل بالنهار للدفاع عنها ضد كل من تسول له نفسه المساس بها ولديهم القدرات الكافية لتحويل السماء المصرية إلي جحيم علي من يفكر في الاعتداء علي أمن مصر وشعبها .
وأثني الفريق التراس علي امتلاك مصر لحاملتي الطائرات الميسترال مؤكدا أنهما إضافة كبيرة لمصر ولكل الدول العربية لأنهما تعدان من أوائل حاملات الطائرات الهليوكوبتر في منطقة الشرق الأوسط، بما عليهما من معدات كبيرة جدا وقطع بحرية مرافقة لهما، وقال إنه من حق أي دولة أن تمتلك أحدث الأسلحة، ومن حقنا أن نمتلك أحدث أنظمة الدفاع الجوي.. وأمور أخري كشف عنها الفريق التراس في حواره مع الأهرام عقب الاحتفال نوجزها فيما يلي :
يواكب يوم 30 يونيو من كل عام احتفالات قوات الدفاع الجوي فما السر وراء اختيار ذلك اليوم ؟
طبقاً للقرار الجمهوري رقم (199) الصادر في الأول من فبراير 1968 تم البدء في إنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة، كما تم إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصلة بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاي هوك) ذات الإمكانات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاي هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوي ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيداً لها .
تشتمل منظومة الدفاع الجوي علي أنظمة عديدة متنوعة فما هي ملامح بناء تلك المنظومة ؟
تتكون منظومة الدفاع الجوي من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلي حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي تنتشر في كافة ربوع الدولة في مواقع ثابتة وبعضها يكون متحركاً طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها .
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل علي أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة الي عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المديات والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية. ويتم السيطرة علي منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة، كما يتحقق بناء منظومة الدفاع الجوي من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها علي مجابهة العدو الجوي، بالإضافة إلي التكامل بين عناصر المنظومة .
ضربت القوات المسلحة مثلا يحتذي تجاه الوقوف علي الحياد في الأحداث العاصفة التي تأثر الشعب المصري بها بكل طوائفه.. فما هو دور قوات الدفاع الجوي في أحداث ثورتي 25 يناير و 30 يونيو ؟
يعتبر الدفاع الجوي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقاً لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر في جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضي وجود أطقم القتال في الخدمة بصفة مستمرة سلماً وحرباً ، لذلك فإنه قد وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً وكان له دور عظيم في متابعة الأحداث وتلقي كافة البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك في القبض علي بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين المخربين.
كما ساهمت قوات الدفاع الجوي في تأمين جميع مراحل العمليات الانتخابية منذ 25 يناير حتي الآن .
بالإضافة إلي حماية الأهداف الحيوية والاشتراك في تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقاً للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة بالإضافة إلي دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين علي حدود مصر المختلفة في الإبلاغ عن أي عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية في منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود .كما تقوم قوات الدفاع الجوي بتأمين أعمال قتال القوات الجوية أثناء تنفيذ المهام المكلفة بها في مكافحة الإرهاب في سيناء.
التعاون العسكري مع الدول العربية والأجنبية يعتبر أحد ركائز القوات المسلحة المصرية، فكيف يتم تنسيق ذلك بالنسبة للدفاع الجوي ؟
تحرص قوات الدفاع الجوي علي التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلي محاولة الحصول علي أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتي نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين :المسار الأول : التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلي أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً في خطة محددة ومستمرة .
المسار الثاني :التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف علي أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول وقوات الدفاع الجوي تسعي دائماً لزيادة محاور التعاون في كل المجالات (التدريب، التطوير ، التحديث)، ويتم التحرك في هذه المسارات طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً بما يؤدي إلي استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوي علي مستوي المعدات أو أسلوب الاستخدام .
أساليب الحصول علي المعلومات وتعدد مصادرها سجلت تطورا هائلا مما كشف أنظمة التسليح في معظم دول العالم.. فما هي وجهة نظركم للحفاظ علي سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟
شيء طبيعي في عصرنا الحالي أنه لم يعد هناك قيود في الحصول علي المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية ... بالإضافة إلي وجود الأنظمة الحديثة القادرة علي التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو والصديق . ولكن هناك شيء مهم وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل في إطار الخداع والمفاجأة، وهذا في المقام الأول يحقق الإخفاء وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة .
والدليل علي ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوافرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدي كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني استراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (هو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ومن هنا نخلص إلي أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن القدرة علي تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة .
تتردد في احتفالات الدفاع الجوي عبارة ( حائط الصواريخ ) فهل يمكن إلقاء الضوء علي ما ترمي إليه تلك العبارة .. وكيف يتم إنشاء هذا الحائط ؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة (رئيسية / تبادلية / هيكلية) قادر علي صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة علي تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة، هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها ... وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير دفاع جوي عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات ، ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات ، كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده ، وقام رجال الدفاع الجوي بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة ، وكان الاتفاق علي أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين :الخيار الأول :القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات .
الخيار الثاني :الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له .. وهكذا ... وهو ما استقر الرأي عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تناسق كامل وبدقة عالية.
وفي التوقيت المحدد كسيمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان ، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدي ، وعلي أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوي علي الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوي .
تمتلك قوات الدفاع الجوي ميدان رماية متطورا لأسلحتها فما هي صور الاستفادة منه لإعداد الفرد المقاتل من ناحية .. ولاختبار الأسلحة والمعدات من ناحية أخري ؟
من المعروف أن الرماية الحقيقية هي أرقي مراحل التدريب القتالي حيث تعطي نتائجها الإيجابية الثقة في السلاح وتعتبر تتويجاً لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبي وهي مؤشر حقيقي علي سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب ومن هذا المنطلق وفي ضوء التطور الملموس لمنظومة الدفاع الجوي المصري تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية ليكون مركز رماية حضاريا مجهزا بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمي للوقوف علي نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة .لتحقيق العائد القتالي والتدريبي لكل من الفرد والمعدة ويتمثل ذلك في تحقيق الظروف المناسبة لتنفيذ الرماية الفعلية علي العديد من الأهداف ذات المواصفات المختلفة لجميع الأنظمة العاملة بقوات الدفاع الجوي مع توفير الكثير من النفقات اللازمة لتشغيل المعدات .
ومن الجدير بالذكر أن الإمكانات الكبيرة لمركز الرماية تؤهله لأن يكون بحق هو أكبر مركز رماية علي المستوي الإقليمي حيث لا توجد مراكز مشابهة له في دول منطقة الشرق الأوسط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.