من رأى صاحب one minute الشهيرة فى دافوس السويسرية لتخيل على الفور أنه أمام صلاح الدين أيوبى جديد، وبعدها بشهور يتأكد حدس التواقون لزعيم يعيد المجد للإسلام والمسلمين بعد أن شاهدوه يتوعد ويهدد الاحتلال باشد العواقب «لاعتدائه الهمجي» على سفينة Mavi Marmara. ولكن السنوات تمر والشعارات تتساقط الشعار تلو الآخر وتدريجيا تتكشف الحقائق عن مفاوضات سرية بين من كان ذات يوم أيوبيا مع رموز الصهاينة. وما إن تسربت أنباء عن أتفاق وشيك يعيد العلاقات بين أنقرة وتل ابيب إلى سابق عهدها إلا وخرج وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو بتصريحات أكد فيها أن المفاوضات بين البلدين مازالت مستمرة ولم ينس أن يذكر شعبه أن حكومته مازالت متمسكة بشروطها الثلاثة وهى الاعتذار ودفع التعويضات لعوائل الأتراك التسع الذى قتلوا جراء هجوم البحرية الإسرائيلية وأخيرا رفع الحصار عن غزة. لكن المثير فى الأمر هو أن ما صرح به تشاويش أوغلو جاء بالتزامن مع وصول مسئولة بارزة من الدولة العبرية إلى اسطنبول فى أول زيارة معلنة لتركيا منذ ست سنوات وتلك لم تكن لتحدث إلا بعد التأكد من أن كل شىء يسير وفق ما هو مرسوم. وهكذا فما قاله الوزير لم يكن سوى حفظ ماء الوجه ، فحكومة العدالة والتنمية التى صعدت من لهجتها يبدو أنها تراجعت بل تقهقرت للخلف وها هو اردوغان يرتمى فى أحضان نيتانياهو بيد أن ما حصلت عليه لم يكون سوى شرط واحد فقط ألا وهو دفع التعويضات، المفارقة أن جمعية المظلومين التى اشرفت مدعومة من أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء على سفينة المساعدات رفضت المقايضة على أرواح من «قتلوا دفاعا عن المقاومة فى الاراضى العربية المغتصبة». كذلك هب شباب الأناضول، بتظاهرة غاضبة فيها صرخوا «لا تكونوا شركاء الظلم مع إسرائيل المجرمة وإلا فسوف يحاسبكم الشعب». والسؤال أين قادة الإخوان من هذا الانبطاح؟ ألا أحد يتكلم؟ لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد