يعيش الشعب المصري حالة من التخبط والقلق والانقسام وهي حالة لا يحسد عليها, فعلي الرغم من انه يعيش ولاول مرة انتخابات نزيهة لاتنقصها الشفافية بعد ان قام بثورة يناير وعادت اليه الحرية التي سلبت منه اعواما كثيرة, وكان ينتظر ان تؤتي هذه الثورة ثمارها التي يأملها وينشدها فإن الرياح غالبا ما تأتي بمالا تشتهيه السفن لم يجد المواطن المصري مرشحا ينهي ويقضي علي تردده وحيرته, مرشحا لا ينتمي لجماعة محظورة ظلت اعواما كثيرة تخطط لهذا اليوم الذي تصل فيه الي الحكم, لها تاريخ مليء بالدماء والتشدق, والتظاهر بأنها الطريق الوحيد إلي الجنة. الشارع المصري في حيرة هل يختار هذه الجماعة التي اذا وصلت للحكم ستكون بذلك قد سيطرت علي جميع السلطات في البلاد فيخلق منها حزبا وطنيا اخر له الاغلبية بل الاكثر من ذلك لن تترك الحكم, بسهولة وسوف تدخل البلاد في نفق مظلم لا يعلمه الا الله ام يختار الفريق احمد شفيق والذي يري البعض انه من الفلول ومن انصار النظام الفاسد. ان عجلة التاريخ لا تعود الي الوراء ولن يستطيع اتباع النظام السابق العودة مرة اخري للحياة السياسية بين عشية وضحاها اذا جاء شفيق لكرسي الرئاسة بل سيحاكمون وينالون عقابهم ثم بعد ذلك لاضرر من عودتهم لممارسة العمل السياسي ولكن بشروط يضعها الشعب ولن ينخدع مرة اخري واعتقد ان شفيق لن يسمح بذلك فهو لن يغامر بنفسه لمصلحة نظام خدم فيه امام شعب كسر حاجز الخوف والكبت, وبدأ قطار الحرية والديمقراطية يتحرك في اتجاه سليم نحو المستقبل. كنت اتمني ألا اقع في هذه الحيرة, ومعي البسطاء والمثقفون وغالبية الشعب بين نارين ولكنني أري ان نارا مؤقتة يقودها رجل نعرفه أفضل من نار لا نعرف مداها.