لا حياة لمن تنادي، هذا ما ينطبق على صانعي الأعمال الدرامية التي تعرض حاليا على القنوات الفضائية، في ظل إصرارهم على انتاج مسلسلات ترفع شعارات "القتل والعنف والمشاجرات وتجاوزات الشرطة"، دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم، وهو ما اتضح في مسلسلات "يونس ولد فضة" و"أبو البنات" و"سقوط حر" و"الميزان". تبخرت أحلام المشاهدين عند رؤيتهم هذه المسلسلات منذ حلقاتها الأولى، وابتعادها عن الأعمال التي ترتقي بالسلوكيات وتبعث الأمل، وتعالج مشاكل المجتمع وبخاصة الجهل والفقر اللذان يعتبران أهم سببين في استغلال الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب عبر المال وتحت عباءة الدين. شعور بالاشمئزاز أصابني، خلال مشاهدتي لبعض الأعمال الدرامية، بعد خلو أكثريتها من مضامين ومحتويات هادفة، وبروز الحوارات المتردية والمتدنية التي حوتها، والايحاءات الجنسية، واللفاظ السوقية، والرقص والعرى، وشرب الخمور، التي بنى صانعيها أعمالهم عليها، بهدف جذب المشاهدين، دون أي اعتبارات لحرمة شهر رمضان الكريم، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل .. أين هيئة الرقابة على المصنفات من هذا العبث الذي يدمر الفن المصري؟ .. ومن المسئول عن تصدير صورة مصر بالشكل السيء؟ .. وهل هناك مخطط غير معلن لتدمير القيم والأخلاق؟. مما لاشك فيه أن الدراما في رمضان تغرد خارج السرب كما هو الواقع، فبدلاً من أن تساهم في تنشئة وبناء المجتمع، وتعزيز العادات والتقاليد والقيم الإيجابية، وإعلاء قيمة العمل، نراه تفعل عكس ذلك تماما، وهو ما يحدث الآن عبر كثير من المسلسلات التي تعرض حاليا على شاشات الفضائيات. وعليه أصبح مطلوب وبشكل فوري، وقفة جادة من الدولة لإجبار كتاب الدراما على الالتزام بميثاق شرف أخلاقي وفني، لتجنب تكرار مثل هذه المشاهد التي تخدش حياء المشاهدين، والتي تمثل خطرا حقيقيا على الأسرة والمجتمع. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر