بعدما أثير من تساؤلات حول حادث تحطم الطائرة المصرية فى البحر المتوسط الشهر الماضى، عقب إعلان لجنة التحقيق الرسمية أن صور الرادارات أكدت انحراف الطائرة يسارا ثم يمينا دورة كاملة، ثم تحديد مكان أجزاء كبيرة من الحطام، التقت «الأهرام» كبير مدربى طراز الإيرباص 320 وكذلك أحد مهندسى صيانة الطراز للتعرف منهما على ما يمكن أن يؤدى إلى إنحراف الطائرة بهذا الشكل، وسبب فقدان قائدها السيطرة عليها، وأهمية تحديد مكان أجزاء كبيرة من الحطام. فقد أكد كبير المدربين، الذى رفض ذكر اسمه، أن الطائرة المصرية تعرضت لحالة غامضة ومفاجئة ومتسارعة لدرجة أفقدت طاقمها الذى يعد من الطيارين الأكفاء القدرة على إرسال أى رسائل استغاثة بل وعلى التحكم فيها تماما وهو أمر يصعب جدا حدوثه فى طائرة تعد حاليا من أفضل طرازات الطائرات تكنولوجيا، مشيرا إلى أن رسائل” الآكارز “ التى صدرت عن الطائرة قبيل تحطمها أشارت إلى وجود مشكلة غير معلوم سببها فى الجانب الأيمن من الطائرة ولكن تحليل معلومات هذه الرسائل لايمكن أن يؤدى إلى تفسير فقد الطائرة لخاصية الطيران بهذه الكيفية وهذه الطريقة الغامضة!.. وحول انحراف الطائرة يسارا ثم يمينا، قال انه ليس معلوما بدقة كيف حدث ذلك ..ولكن المؤكد ان الطائرة تعرضت لحالة طارئة وعنيفة وهناك احتمال ان يكون قائدها قد اضطر للانحراف يسارا ليكون خارج الطريق الجوى المحدد له بعيدا عن مسار الطائرات الموجودة فى منطقة الطيران حينئذ ولم يجد الوقت لابلاغ المراقبة الجوية لانشغاله بمواجهة الحالة الطارئة داخل الطائرة ثم فقد التحكم فيها لتدور 360 درجة يمينا وهو مايشير الى انها دخلت فى مرحلة انهيار وهناك احتمال آخر وهو ان قائدها فقد السيطرة عليها تماما لتنحرف الطائرة دون توجيه من قائدها يسارا ثم تدور حول نفسها يمينا وهو مايعنى انها اصبحت خارج السيطرة وهو امر يصعب جدا تفسيره حتى الآن! وأشار كبير المدربين الى أن رصد أجهزة الملاحة الجوية لانحراف الطائرة يسارا يشير الى انه كانت هناك اشارات مازالت تصدر من الطائرة وهو مايعنى انها لم تفقد الطاقة الكهربائية بأكملها قبيل اختفائها تماما من فوق شاشات الرادارات مؤكدا انه من الصعب جدا فنيا ان تفقد الطائرة خاصية الطيران بهذه السرعة ! وقال ان العثور على اجزاء كبيرة من الحطام سيسهم بدرجة كبيرة فى جمع مزيد من المعلومات التى قد تساعد لجنة التحقيق فى التوصل لاسباب الحادث. وعن امكانية توقف اجهزة تشغيل اسطح التحكم وانحراف الطائرة، قال إنه أمر نادر الحدوث جدا ولكن اذا حدث لاسباب مفاجئة وطارئة ان تعطلت اجهزة تشغيل اسطح التحكم بل وأجهزة الطائرة فان الامكانات التكنولوجية بالطائرة تساعد قائدها على الاستمرار فى عملية الطيران بالانظمة البديلة وقد يلجأ الى قيادتها من خلال «النظام البديل»، وكذلك نظام يتم تدريب الطيارين عليه فى السيميليتور وهو نظام صعب جدا ولم يحدث عمليا ان لجأ اليه طيارون من قبل اثناء الطيران وعند اللجوء الاضطرارى لاستخدام هذا النظام تظهر رسائل اليكترونية على الشاشة الموجودة امام الطيار - اذا لم تكن هى الاخرى قد تعرضت لخلل - من خلال نظام ECAM والذى يستمد الطاقة من خلال بطاريات الطائرة لابلاغه بحالة الطائرة الفنية ومايجب.