الحسد مرض نفسى خطير انتشر فى مجتمعاتنا الاسلامية بشكل مرعب، وجعلها تتزلف وتفقد اعز ما كانت تملكه وهو قلب المؤمنين، وحرمة الحسد ثابتة بالكتاب والسنة، وهو من صفات الكافرين والمنافقين بقوله تعالى: «ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم» البقرة 109»، وقال تعالى: «أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما«النساء51»، وهنا بين خالق الكون «جل فى علاه» أن اليهود يتتبعون بخصال الحسد فمن كان على شاكلتهم حشر معهم، أما العلماء فاتفقوا على أن اكثر ما يكون الحسد بين المتفقين فى مهنة واحدة كالحسد بين العلماء، وبين التجار قال أهل العلم أن الحسد تمنى زوال نعمة الله على الغير أى أن يتمنى ان يزيل نعمته على الاخر، سواء كانت النعمة مالا، أو جاها، أو علما، وقال: ابن تيمية, الحسد كراهة ما أنعم الله به على الغير، وإن لم يتمن الزوال، فاذا لم, تكرهها ولم تحب زوالها، ولكنك تشتهى مثلها فإن هذه تسمى «غبطة» وهى مذمومة لا يقبلها قلب المؤمن الذى حظى الايمان جوارحه وملئ قلبه والحسد يؤدى الى نقص الحسنات وتأكلها كما دل على ذلك أبو داود عن النبى «صلى الله عليه وسلم» قال: «اياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»، وروى النسائى عن النبى صلى الله عليه وسلم« أيضا قال: لا يجتمعان فى قلب عبد: «الايمان والحسد»، وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال: لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا كونوا عباد الله أخوانا، وقال «صلى الله عليه وسلم»: لا حسد الا فى اثنتين: رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته فى الحق، ورجل آتاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه للناس»، وانظر الى ابن ادم الأول عندما قتل اخاه بسبب الحسد الذى أكل فؤاده وملك عليه مشاعره فلم تهدأ نفسه حتى وجد اخاه جثة هامدة بين يديه، بينما أخوه الصالح كان يقول له قبل قتله «لئن بسطت الى يدك لتقتلنى ما أنا باسط يدى اليك لأقتلك انى اخاف الله رب العالمين» المائدة 28 ولذا أمر الله رسوله والمؤمنين أن يستعيذوا من انواع الضرر الذى يصيب الانسان وينشر الحقد والحسد إذا ظهر أثره فقال تعالى: «قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ومن شر حاسد اذا حسد» «الفلق».