تناول الطعام يتطلب مزيدا من عمل القلب والجهاز الدورى نظرا لزيادة تدفق الدم للجهاز الهضمى يمكن للجهاز الدورى التعامل مع هذه الزيادة أما عن مرضى القلب فيقول دكتور هانى عبدالرازق، عميد معهد القلب الأسبق، إنهم ينقسمون إلى قسمين، الأول: من أصيبوا بمشكلة حادة مثل مرضى الجلطة القلبية الحادة أو مرضى الذبحة القلبية غير المستقرة أو مرضى التهاب غشاء التامور الحادة أو مرضى الحمى الروماتيزمية النشطة أو مرضى حديثى الجراحة القلبية وهذا القسم من المرضى لا يجب عليهم الصيام نظرا لحالتهم الصحية الحرجة ولاحتياجهم إلى علاج دوائى مكثف سواء بالفم أو الوريد. أما القسم الثانى من المرضى الذين يعانون من مشكلة مزمنة فى القلب ويحتاجون لعلاج دوائى لفترة طويلة أو مدى الحياة فهؤلاء ينقسمون الى قسمين المجموعة الأولى تتمتع بحالة صحية مستقرة باستخدام العلاج الدوائى والمتابعة المنتظمة مثل مرضى الذبحة الصدرية المستقرة الذين لا يشكون من آلام فى الصدر ومرضى ارتفاع ضغط الدم الذى تم السيطرة عليه بالعلاج الدوائى هذه المجموعة يمكنهم الصيام بشرط الانتظام والمواظبة على تناول العلاج الدوائى ضمانا لاستقرار الحالة على ما كانت عليه قبل الصيام ويمكن التنسيق مع الطبيب المعالج لتنظيم مواعيد تناول الدواء على أن تكون قبل الإفطار والإمساك.علما بأن جزءا كبيرا من أدوية القلب الحديثة ممتدة المفعول يتم تناولها مرة واحدة يوميا مما يسهل الصيام. أما المجموعة الثانية : فهم أولئك المرضى ممن لديهم مشكلة قلبية غير مستقرة حتى مع تناول العلاج مثل قصور الشرايين التاجية غير المستقرة الذين يحتاجون لتناول عقاقير تحت اللسان بصفة مستمرة ومرضى الهبوط الشديد فى القلب ومرضى الضيق الشديد فى صمامات القلب أو مرضى اختلال ضربات القلب الخطيرة أو مرضى الفشل الكلوى أو مرضى السكر الذين يعتمدون فى علاجهم على الأنسولين فى فترات متقاربة. وينصح د.هانى عبد الرازق، هذه المجموعة من المرضى بعدم الصيام لما قد يسببه لهم بعدم الانتظام فى تناول العلاج من مضاعفات وفى الختام يجب التذكير بأن شهر الصوم ليس مدعاة لمرضى القلب للإهمال فى تناول العلاج والتسيب فى النظام الغذائى، كما يجب عدم تناول الأطعمة المملحة لمرضى هبوط القلب وارتفاع ضغط الدم والأطعمة المحتوية على سكريات عالية لمرضى السكر, والأطعمة المحتوية على بروتينات عالية لمرضى تأثر وظائف الكلى .. ويعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية لمرضى القلب المدخنين للامتناع نهائيا عن التدخين حيث إنه يعد من أهم عوامل الخطورة لتصلب الشرايين والابتعاد عن الانفعالات فالصيام يدعو إلى التسامح وتهذيب النفس.