مرت 5 أيام من شهر رمضان الكريم وعلى الرغم من أن الجسم يقوم أثناء الصيام بالتخلص من السموم المتراكمة به على مدار العام، إلا أننا نجد الكثيرين يعانون فيه من الإنتفاخ، سوء الهضم، التخمة، شعور حارق بالحموضه، وبالتالى تتزايد الطلبات من الصيدليات على الأدوية التى تحد من هذه الأعراض التى تصبح نتيجة طبيعية لتناول الطعام بشكل مفاجئ وبأسلوب خاطئ بعد إنقطاع ما يقرب من 16 ساعة، الأمرالذى يسبب مشاكل بالجهاز الهضمى والمعدة.. فكيف نتجنب هذه الأعراض وتحقيقق الإستفاده الكاملة للجسم من هذا الشهر الكريم.. ............................................................................. د. سحر الغرباوى أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى والسكر بكلية الطب جامعة المنصورة تقول: لقد ثبت علميا أن الصيام أمر ضرورى جدا لصحة الإنسان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا»، فهو وقاية لأمراض كثيرة كالأورام وآلالام المفاصل وجلطات القلب والمخ كما يحمى أيضا من الإصابة بمرض السكر، ولكن أسلوب تناول الطعام فيه هو ما يحد من الإستفادة الصحية من الصيام ويسبب الشعور بالتخمة وعسر الهضم، والتى من أهمها سرعة تناول الطعام دون تمهيد للمعدة فذلك يرهقها ويعرقل عملية الهضم، كما يجب أيضا عدم الإفراط فى تناول الأطعمة المحمرة والأخرى التى تحتوى على الدهون المشبعة كالسمن والزبد حيث أن المعدة تظل فارغة لساعات طويلة وغير مستعدة لاستقبال كميات كبيرة من تلك الأطعمة والتى تصيب المعدة بالإرتباك، كما أن لتناول الحلويات تأثير سئء على المعدة والهضم، مع إهمال تناول الفواكه والخضروات، مع ضرورة اختلاف طرق الطهى لتكون خفيفة على المعدة بعد ساعات من الصيام مثل الشى كبديل عن القلى بالزيت والتقليل من التوابل خاصة الحار منها والمخللات، مع تجنب أيضا اللحوم المصنعة كالسوسيس والبرجر. وللتغلب على عسر الهضم والشعور بالتخمة تنصح د. سحر ببدء الإفطار بإتباع سنة رسولنا الكريم ويكون بتناول ثلاثة تمرات لرفع نسبة السكر بالدم وضبطه تماما وإعطاء الجسم الطاقة اللازمة له بعد الصيام، ثم القيام لأداء صلاة المغرب ففى هذه الفترة تنتبه المعده وتتهيأ لإستقبال الطعام، مع الحرص ببدء الطعام على الشوربة الخفيفة وقليلة الدسم قدر المستطاع، وجعل طبق السلطة الغنى بالألياف المحفزه للهضم جزءا أساسيا من مائدة الإفطار اليومية مع ضرورة عدم الإكثار من الأكل وترك المائده قبل الشعور بالإمتلاء، كما يجب أيضا عدم تناول الطعام بعد التعرض لضغط عصبى لما له من تأثير سلبى على الهضم. ومن جانب آخر توضح خبيرة التغذية الصحية آية حسنى والمتخصصة فى سلامة الأغذية بتجنب هذه المشاكل الصحية فى هذا الشهر الكريم بإتباع النصائح التالية: - يفضل تناول الخضراوات الورقية مثل الخس أو الجرجير وغيرهم مع وجبة الإفطار. - التقليل من تناول الأكلات المليئة بالدهون لتجنب الضغط على المعدة، والأفضل الإهتمام أكثر بالمشويات سواء لحوم أو دجاج أو أسماك ولكن بعد إزالة الدهون الزائدة من عليها مع تقليل كمية الزيت أو الزبدة أثناء إعداد الطعام ومحاولة إعداده بطريقه صحيه قدر الإمكان. - تناول الزبادى والرايب مع الطعام لأن الخمائر الطبيعية التى توجد بها تساعد على الهضم، ومن الممكن إستخدامهم أيضا فى عمل أصناف من الطعام مثل فته الزبادى أو كشك بالزبادى. - تناول الكثير من البقدونس سواء فى السلطة أو حتى كعصير، ويمكن عمله كعصير بضربه فى الخلاط مع الليمون والنعناع الأخضر فهو يساعد على تخفيف حدة المشاكل المعوية، فالبقدونس يقلل من إمتصاص الجسم للدهون ويزيد من إمتصاص الجسم لمعدن الحديد، كما إنه يقضى على الغازات مما يساعد فى تقليل حالة الإنتفاخ بعد تناول وجبه تحتوى على الدهون. - تناول قليل من عصير الليمون فهو مفيد لعملية الهضم كما يساعد الجسم على طرد السموم والمواد الضارة. - الشاى بالأعشاب وسيلة ممتازة للتخلص من آلام المعدة وأكثر الأعشاب المفيدة فى هذه الأحوال هو منقوع البابونج، اليانسون، الشمر أو النعناع. - تجنب النوم بعد وجبة الإفطار مباشرة حتى تتفرغ المعدة للقيام بالعمليات الحيوية ويفضل المشى قليلا حتى ولو كان داخل المنزل. ولصحة الجهاز الهضمى فى هذا الشهر ينصح د.محمد صلاح عبد البارى أستاذ الكبد والأمعاء بكلية طب جامعة القاهرة وعضو الجمعية الأوروبية لمناظير أمراض الجهاز الهضمى بتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين تفصل بينهما ساعة على الأقل، مع تقليل تناول السوائل كالعصائر أثناء الإفطار لأنها تخفف من عصارة المعدة، وهو ما يسبب عسر الهضم والشعور بالتخمة، ومضغ الطعام جيداً والأكل ببطء لتسهيل الهضم وتقليل ابتلاع الهواء، وعدم تناول المشروبات الغازية فهى تعد سبب أساسى فى حدوث الغازات، كما أن احتواءها على الكافيين المدر للبول يخلص الجسم من السوائل المسئولة عن امتصاص الكالسيوم، والإكتفاء بالسوائل والفواكه ما بين الإفطار والسحور يجنبنا التعرض لمشاكل بالجهاز الهضمى، ولتجنب الإمساك يجب الحرص على تناول الزبادى فى وجبة السحور لأنه يعمل على تنظيم حركة الأمعاء أثناء الصيام، مع تناول الخضروات والفواكه والمجففة منها أيضا مثل المشمشية والقراصيا لغناهم بالألياف.