ما الذي يمكننا فعله الآن فى هذا المأزق الذي يستشعره كل مصري هل نفكر فى الهجرة أم الإدمان أم الانتحار كما يقول الشباب على مواقع الفيس بوك أو كما قال أحدهم "سألقي بنفسي أمام موكب شفيق لأموت شهيدا".. أم نقولها: أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب! أم نطالب جماعة الإخوان المسلمين بأن تحل نفسها حتى ندعم د.محمد مرسي!!.. علينا أولا أن نعي أننا جميعنا مسئولون عن هذا المشهد الكارثي: الأقباط الذين اعتبروا أنفسهم فصيلا طائفيا فى الوطن يصوت لمن يمنحه المزايا كأقباط لا كمصريين وهناك تصريحات لسياسيين أقباط أكدوا أن شفيق منحهم وعودا حقيقية.. ولا أدرى ما هى؟! فهل سيمنحهم رواتبا أفضل من إخوانهم المسلمين أم سيوفر لهم مستشفيات للعلاج الآدمى أم سيوفر لهم تعليما ينهض بأبنائهم.. وهل صدقوا أن أمانهم وراحة بالهم فى معزل عن إخوانهم فى الوطن المسلمين ..لماذا لم يسألوا أنفسهم: هل كان أمن الدولة يفرق بين مسلم ومسيحي!.. هل كانت أزمات الخبز وطوابير أنابيب البوتجاز والمعاش وغلاء الأسعار من نصيب المسيحيين دون المسلمين!.. يأتي معهم وبنفس درجة العتاب أتباع ومريدى الإخوان وبعض أئمة المساجد الذين سمحوا لأنفسهم بالدعاية داخل المساجد للدكتور محمد مرسي فهم صوتوا للعقيدة ولم يصوتوا للوطن وهم يعلمون مدى التخوف فى المجتمع لدى المسيحيين خصوصا ولدى قطاع كبير من المسلمين من الحكم الديني وعليهم أن يستشفوا ذلك من تصويت الأغلبية لتيار الوسط الذي يمثله كل من حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح. ومنها تصريحات عدد من المفكرين الأقباط ورجال الدين المسيحي وآخرهم القمص متياس نصر راعي كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل الذي أكد أن الأقباط سيساندون بارك اذا خرج من السجن والمهم ألا يصل الإخوان إلى الحكم. كما أن فوز الدكتور محمد مرسي بهذه الأصوات لا يعكس أن لديه شعبية فى الشارع فهو يعلم ونحن نعلم أن أتباع الإخوان يصوتون للجماعة لا للفرد وكذلك من هم خارج الجماعة الذين يريدون رئيسا يتقى الله فيهم ويحسبون أن هذا الأمر حكرا على رئيس يأتي من عباءة الجماعة أهالينا فى القري مسئولون عما نحن فيه ببيعهم أصواتهم مقابل زجاجة زيت أو شكارة أرز سواء أخذوها من الإخوان أو من بقايا وأذناب الحزب الوطنى وخصوصا فى المنوفية التى حصل فيها شفيق على أعلى الأصوات بوصفها الموطن الانتخابي لاثنين من أهم الفلول هما كمال الشاذلى وأحمد عز. والأخير تحديدا تردد أن زوجته وزعت شيكات على بياض لانتخاب شفيق واستجاب الفقراء والمنتفعين الذين كان عز يدفع لأبنائهم مصاريف الدروس الخصوصية شهريا ولو علم هؤلاء أن اصواتهم أغلى من هذا بكثير وأنهم سيحصلون على مايكفيهم الحاجة إذا ما انتخبوا رئيسا يكفل لهما العيش الكريم ولو علموا أن أبسط حقوقهم كمواطنين أن يسدوا حاجاتهم الأساسية ..لو علموا هذا كله ما فكروا فى انتخاب شفيق .ويكفي أن أذكر لكم أن مواطنا من دائرة أحمد عز الانتخابية تباهي وهو يحكي لى كيف كان يزور الانتخابات لعز وأنه من المؤكد سينتخبه لو خرج من السجن ثانية والقوى الثورية أخطأت حين فتت أصواتها فلم يكن هذا هو الوقت الملائم لخروج أكثر من مرشح ينتمي إليها، فنحن فى لحظة حرجة كان الأجدر بنا أن نعبر خلالها بالثورة إلى بر الأمان وأخيرا فإن المجلس العسكري مسئول عن هذا المأزق لأنه منذ الأيام الأولى التي أعقبت رحيل مبارك صدر للناس الإحساس بعدم الأمان والاستقرار ودفعهم بطريقة غير مباشرة إلى البحث عن حماية إما فى أحضان النظام القديم وإما فى جلباب السلطة الدينية لقد كانت الانتخابات فرصة حقيقية لتاسيس حكم مدنى لاديني ولا عسكري يتوافق عليه المجتمع ..كانت أمامنا فرصة تاريخية كى نبنى مصر الديمقراطية .والآن إذا جاء شفيق فلن يخرج منها ولو بالطبل البلدى وكأننا قمنا بالثورة لنستبدل مبارك بشفيق الذي لا شك فى أنه سيحكم قبضته على البلد ويكمم الأفواه حتى لا يلقي مصير أستاذه ومثله الأعلى .ولو جاء مرسي فإن صدعا فى المجتمع سيحدث خصوصا أنه لا ضمانات لدينا أن الدكتور مرسي سيحكمنا بمعزل عن توجيهات المرشد العام ...فى النهاية كلنا مذنبون وكلنا ضحايا المزيد من مقالات سهير عبد الحميد