عادة ما يكون دخل الأسرة الشهرى ثابتا بينما تجد مصروفاتها تتغير من شهر إلى آخر، ويأتى هذا الاختلاف نتيجة المصروفات الموسمية كما هو الحال فى شهر رمضان والأعياد وغيرها مما يؤدى إلى عجز فى ميزانية العديد من الأسر. وهنا تبرز الحاجة الماسة لوجود ميزانية سنوية للبيت تأخذ فى حسبانها تلك المصروفات الموسمية فتستعد لها مسبقاً عن طريق التوفير فى بعض الأشهر التى ليس بها نفقات طارئة وتقليل ما يمكن من مصروفات كمالية كثيرة جداً فى زماننا هذا. تقول سها مهندسة على الرغم من أن رمضان به وجبتان فقط، الا أن ميزانية الأسرة ترتفع للضعف، نظراً إلى كثرة استهلاك المشروبات والحلويات اليومية الرمضانية. وتعترف حنين مدرسة بأن ميزانية رمضان مرهقة لجميع الأسر، لذلك فإننى أصنع بنفسى بعض المشروبات الرمضانية فتكون تكلفتها أقل خاصة بعد الارتفاع الجنونى فى أسعارها وأحياناً أقدم الليمون كعصير للإفطار فهو صحى وغير مكلف، وكثيرا ما أستبدل الحلويات الرمضانية بالفاكهة وأنصح بذلك أقاربى وصديقاتى من أجل ترشيد الميزانية قدر المستطاع دون تقصير، كما إننى أقسم أيام الأسبوع ما بين الدواجن واللحوم والكفتة والبانيه، وأختار يوماً لا أقدم فيه أى نوع من اللحوم على مائدة الإفطار تخفيضاً للميزانية. أما ندى ربة أسرة مكونة من أربعة أفراد فتؤكد أن سبب زيادة المصاريف فى رمضان ليس الطعام فقط فى هذا الشهر بل الاستعداد للعيد أيضاً، وتقول: لا أبالغ إذا قلت إن ميزانيتى تتضاعف خلال شهر رمضان رغم أننى أستعد له مسبقاً، وأشترى مستلزمات الطعام قبل دخول الشهر بثلاثة أسابيع، ولكن أجدادنا قالوها حكمة، وقسموا رمضان إلى ثلاث مراحل، أول عشرة أيام للأكل، والعشرة الثانية لشراء ملابس العيد، والعشرة الأخيرة لعمل الكعك. يقول د . رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ورئيس المنتدى المصرى للدراسات الإقتصادية إن رمضان فرصة حقيقية لترشيد الاستهلاك ولإعادة ترتيب أولويات الإنفاق والتخلص من عادات وسلوكيات استهلاكية سيئة، لأنه شهر تدريب مكثف ينظم فيه المأكل والمشرب وتنخفض فيه الوجبات اليومية من ثلاث إلى اثنتين ويشعر فيه الغنى بالفقير. ومن أجل تخفيض المصروفات فى رمضان يجب تحديد ميزانية بمبلغ محدد مسبقا لمصروفات شهر رمضان والعيد والالتزام بها ومراجعة المصروفات دائماً حتى لا تكون مبالغا فيها، وألا تكون سبباً فى عجز أو اضطرار إلى الاستدانة، وأن يكون شراء احتياجاتك بعد الإفطار لأن الذهاب وأنت جائعة يؤدى إلى شراء ما لا حاجة له، مع تحضير قائمة مسبقة بما يلزمك، ولا تخضعى لمغريات التخفيضات فتشترى منتجات أنت فى غنى عنها حتى ولو رخص سعرها، ولا تأخذى أطفالك معك لأن ذلك ربما يؤدى أيضا إلى شراء ما لا حاجة له. ويفضل عدم المبالغة فى أصناف الطعام وحفظ الفائض منه فى علب من البلاستيك فى الفريزر لاستخدامه فى يوم آخر مع إضافة أنواع بسيطة بناء على المتبقى من الطعام. واعلمى أن صنع الحلويات فى بيتك أوفر كثيراً وأخيراً تذكرى إن لم تقلصى من مصروفاتك فى رمضان فلن تتمكنى من الفوز بعظيم أجر التصدق فى هذا الشهر خاصة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون فى رمضان.
