الفتح العثماني للقسطنطينية الذي تحول إلي فيلم( الفتح1453) هو اسم الفيلم الظاهرة في تاريخ السينما التركية والعالمية حيث جذب في تركيا أكثر من ستة ملايين مشاهد, بالاضافة لنجاحه المفاجئ في مختلف بلاد العالم خاصة التي توجد فيها جاليات تركية مثل ألمانيا وكوسوفو والولايات المتحدةالأمريكية. وترجع شعبية الفيلم الذي يحكي قصة فتح مدينة القسطنطينية( اسطنبول حاليا) علي يد السلطان العثماني محمد الفاتح, وترجع شعبية الفيلم الي كونه يسلط الضوء علي ماضي الامبرطورية العثمانية خاصة مع نمو الحس القومي في السنوات الاخيرة وتزايد اهتمام الاتراك بتاريخهم في المرحلة الحالية التي تحاول ثقافيا التخلص من تأثير مشروع اتاتورك الذي رسخ في الأذهان ان تركيا ستصبح بلدا عظيما اذا ما تخلت عن ماضيها العثماني. وقال الناقد التركي ألين تاسكيان إنه حان الوقت ليقدم صناع السينما التركية أمجاد التاريخ العثماني.وأضاف انها حضارة عظيمة تشوه صورتها؟ والفيلم, الذي يبدأ عرضه بحديث الرسول( صلي الله عليه وسلم):( لتفتحن القسطنطينية, فلنعم الأمير أميرها, ولنعم الجيش ذلك الجيش), وحصل علي لقب أكثر الأفلام التركية تكلفة, حيث بلغت ميزانيته17 مليون دولار واستغرق تصويره ثلاث سنوات بتقنيات ومؤثرات ضخمة اقتبس بعضها من فيلم جلادياتور و ماتريكس, ويخطط مخرج الفيلم ومنتجه فاروق اكسوي إلي انتاج فيلم آخر حول ملحمة اتاتورك وهزيمته بريطانيا. أثار الفيلم مشكلات كبيرة مع اليونان الجار اللدود لتركيا. فما أن عرض الفيديو الاعلان الاول للفيلم حتي قوبل بسيل من ردود الأفعال الهجومية في الأوساط الإعلامية اليونانية. واستخدمت المواقع الإعلامية اليونانية علي شبكة الإنترنت عنوان دعاية الفتح لدي الأتراك تكلفهم17 مليون دولار!. كما وجه قراء هذه المواقع اليونانية الانتقادات وردود الأفعال الغاضبة علي هذا الفيلم. وترتقب جميع الأوساط كيفية انعكاس هذا الفيلم التاريخي علي العلاقات التركية اليونانية التي كانت قد مرت بفترة من الهدوء إلي حد ما. وتضمنت عبارات المعلقين علي الأخبار اليونانية ألفاظا تهاجم الأتراك, ذكر منها المحتلون الأتراك يدعون في فيلمهم أنهم حكام العالم!, وتحتوي الأخبار علي إشارة إلي أن مخرج الفيلم فاروق اكسوي قد أخطأ في إيضاح العديد من الجوانب التاريخية المهمة كمشاركة الروم في المذابح الجماعية وعمليات السلب والنهب.