توالت الضغوط الدولية علي الرئيس السوري بشار الأسد بطرد سفراء دمشق في عواصم الدول الكبري أمس, وذلك في الوقت الذي استقبل فيه الأسد مبعوث السلام العربي الدولي كوفي أنان في دمشق الذي أبلغه بأن هناك حاجة لخطوات جريئة لوقف العنف في سوريا. فقد أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وأسبانيا وكندا وأستراليا طرد السفراء والقائمين بالأعمال وعدد من الدبلوماسين السوريين في عواصمهم. ففي باريس, أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن فرنسا ستطرد السفير السوري بعد تصاعد الأزمة في سوريا, مضيفا أن بلاده ستستضيف اجتماع أصدقاء سوريا بداية يوليو المقبل. وقال أولاند في تصريحات للصحفيين بعد اجتماع في باريس مع رئيس بنين توماس بوني يايي, إنه سيتم إبلاغ السفيرة السورية رسميا خلال ساعات بالقرار علي أن يتم تنفيذه الاثنين أو الثلاثاء القادم وذلك اعتراضا علي المجزرة التي شهدتها مدينة الحولة منذ أيام وأسفرت عن مقتل108 أشخاص من بينهم49 طفلا. وفي الوقت نفسه, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الرئيس السوري قاتل شعبه..ويجب أن يرحل في أقرب وقت ممكن عن الحكم. وأضاف فابيوس في حديث لصحيفة لوموند الفرنسية أمس أنه يتعين الوصول إلي انتقال سياسي ذي مصداقية يتضمن رحيل الأسد مع تفادي تكرار سيناريو العراق في سوريا. وأوضح أن التحرك الفرنسي بالنسبة للملف السوري يتضمن ثلاثة إتجاهات الأول يرتكز علي تشديد العقوبات والثاني العمل مع الجانب الروسي وأخيرا تشجيع لم شمل المعارضة السورية. وعلي الصعيد نفسه, طردت استراليا دبلوماسيين سوريين, أحدهما رئيس البعثة السورية أمس قائلة إنها تتوقع أن تحذو دول أخري حذوها في رد دولي علي المذبحة التي ارتكبت في بلدة الحولة السورية. وقال بوب كار وزير الخارجية الاسترالي للصحفيين باتخاذنا هذا الاجراء نحن نتحرك بشكل ما مع اصدقائنا حول العالم. اتوقع أن تفعل دول أخري نفس هذا الأمر الليلة بتوقيت استراليا. وفي برلين, قال مصدر حكومي أمس إن ألمانيا ستطرد السفير السوري عقب المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة, كما طالبت الأممالمتحدة بإعادة النظر في الملف السوري. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه تم الاتفاق علي هذه الخطوة بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وشركاء آخرين. وفي أوتاوا, قال جون بيرد وزير الخارجية الكندي أمس إن كندا ستطرد علي الفور الدبلوماسيين الثلاثة المتبقين في أوتاوا بعد المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة السورية الأسبوع الماضي. ومن جنيف, قال بيان للمتحدث باسم المبعوث الدولي إن أنان أبلغ الرئيس السوري في اجتماع أمس أن هناك حاجة لاتخاذ خطوات جريئة من أجل نجاح خطته للسلام المؤلفة من ست نقاط وتتضمن وقف العنف والافراج عن المعتقلين خلال الانتفاضة الشعبية. وعلي الصعيد الأمني, قالت مصادر معارضة أمس إن منشقين سوريين قتلوا20 جنديا في اشتباكات عنيفة حول بلدة سورية شمالية قرب الحدود مع تركيا, وقالوا إن6 مدنيين و6 من مقاتلي المعارضة من بينهم اثنان من قادة المقاتلين المنشقين قتلوا أيضا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية بعد أن شن الجيش السوري هجوما بالدبابات وطائرات الهليكوبتر لاستعادة السيطرة علي المنطقة حول عطارب في محافظة حلب علي بعد18 كيلومترا شرقي الحدود التركية. وأوضحت المعارضة ان معظم الجنود قتلوا حين هاجم مقاتلون منشقون قافلة من العربات المدرعة وشاحنات صغيرة تحمل ميليشيات الشبيحة الموالية للرئيس السوري في طريقها لعطارب قادمة من قاعدة للجيش شرقي البلدة. وفي غضون ذلك, أفاد ناشطون بأن الكثير من المتاجر في دمشق مستمرة في غلق أبوابها منذ أمس الأول, في إشارة إلي الدخول في عصيان مدني احتجاجا علي مجزرة الحولة. وفي بيروت, صرح مصدر أمني لبناني بأن لبنانيا قتل وجرح خمسة آخرون بنيران قوات سورية علي الحدود الشرقية اللبنانية. وقال المصدر إن الحادث الذي وقع في بلدة عرسال تسبب في حالة من الذعر بين السكان. وفي القاهرة, أكد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي أن المذابح والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري من النظام الذي وصفه ب قاتل الأطفال, تستدعي من العالم أن يهب لإنقاذ هذا الشعب في جميع أنحاء سورية. وقال الدقباسي في بيان صحفي وزعه مكتب البرلمان العربي بالقاهرة أمس إن الدقباسي قد أجري اتصالات مكثفة طيلة خلال الساعات القليلة الماضية مع أعضاء هيئة مكتب البرلمان العربي, حيث تم الاتفاق علي مخاطبة كل من الاتحاد البرلماني الدولي, والبرلمان الأوروبي, والأمين العام للأمم المتحدة, وأمين عام جامعة الدول العربية, وبرلمانات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن, لاتخاذ التدابير العاجلة لإنقاذ الشعب السوري.