مازلنا نواصل هذه الحيثيات الحية حول سرقة آثارنا زهرة الخشخاش نموذجا خاصة أن العهد الجديد يحمل لنا الكثير من الآمال. رأينا كيف دفعت هيئة الدفاع عن المتهمين بأن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني اتصل بمحسن شعلان قبل شهر من سرقة اللوحة من أجل السماح لوفد أجنبي من قناة الbbc البريطانية بتصوير المتحف, ولوحة زهرة الخشخاش وباقي اللوحات من الأمام والخلف, الأمر الذي أثار تساؤلات المحكمة, ليؤكد علي أن تصوير اللوحات بتلك الطريقة يسمح بنسخها وتقليدها, ولقد شدد علي رفض شعلان السماح لذلك الوفد بالتصوير بعد حصوله علي تصريح كتابي من وزارة الثقافة, مؤكدا أن اللوحة تم العثور عليها بمطار القاهرة بصحبة بريطانيين ثم عادت الأقاويل لتثبت عكس ذلك, وأنه حصل علي تلك المعلومات من الضباط الذين كانوا يقومون بالتحقيق معه, إلا أن أوامر من جهات عليا أخبرتهم بإخفاء اللوحة وعدم إعادتها. ليعود نبيه الوحش, محامي أحد المتهمين, بعدها فيردد إن الرئيس السابق حسني مبارك هو من أصدر تلك التعليمات, وقام بالاستيلاء علي اللوحة وإعطائها لزوجته سوزان مبارك. والمعروف ان محكمة جنح الدقي كانت قد عاقبت وقتها محسن شعلان, وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية, وعشرة من العاملين بوزارة الثقافة ومتحف محمد محمود خليل, بالحبس3 سنوات مع الشغل وإلزامهم بدفع كفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه, عقب إدانتهم بالإهمال الجسيم والقصور والمسئولية الإدارية عن سرقة لوحة زهرة الخشخاش; في الوقت الذي طالب فيه المتهم- محسن شعلان- كلا من حبيب العادلي وفاروق حسني بأن يقولا للشعب المصري أين ذهبت زهرة الخشخاش. المهم هنا انه اثيرت القضية علي صفحات الصحف وبين قاعات المحاكم لفترة طويلة دون إظهار اللوحة او الكشف عن مكانها قبل ثورة يناير وهو ما تغير كثيرا بعد قيام الثورة.. حيث وجهت اتهامات صريحة بحصول السيدة سوزان مبارك علي اللوحة فور العثور عليها والاحتفاظ بها.. لهذا كله ندعو السيد النائب العام لفتح ملف القضية بشكل أكثر تحديدا. اين ذهبت لوحة زهرة الخشخاش ؟ المزيد من أعمدة د.مصطفى عبدالغنى